الجيش يحسم الصراع على السلطة في مدغشقر ويخطف مظاهرات الشباب. لا ثقة في العسكر عندما يدخلون السياسة عبر السلطة يحولونها الى ساحة حرب.
عوض ان يباشر الرئيس المدني الهارب/ المطاح به الإصلاحات التي يطالب بها ثوار الشارع. وبعد تأخره في أقالة الحكومة والدعوة الى انتخابات سابقة لأوانها وفتح إصلاحات دستورية وفتح قنوات حوار وطني، تحدى الشارع سلطته واستمر في الاحتجاجات رغم الضحايا والقتلى في صفوف المتظاهرين مما جعل الأوضاع تتفاقم وحدث انشقاق داخل الجيش حيث انضمت وحدة الجيش النخبوية "كابسات" التي توصف بالأقوى في صفوف الجيش حسب وصف مراسل bbc.د عربي., انضمت الى المتظاهرين في قلب العاصمة. وانتهت القصة بدخول قائدها الى القصر الرئاسي رئيسا للبلاد. يعد ككل الدكتاتوريين بتسليم السلطة بعد سنتين حتى يهندس الانتخابات والمؤسسات حسب هواه كقائد للجيش والدولة وربما الحزب الإنتخابي.
هذا السيناريو الأسود لتدخل الجيش ذهبت ضحيته عدة بلدان ولم تنعم لا بالاستقرار ولا بالديمقراطية أما التنمية فصارت من سابع المستحيلات. الجيش ليس حلا لبناء الديمقراطية والتنمية في أي بلد.
وما يحيرني فعلا هو ارتباك هذه الانظمة وتفككها التدريجي بفعل الإحتجاجات الشعبية في قلب العاصمة والمدن الكبرى. وأكثر ما يدمرها هو جنوحها الى قمع الاحتجاجات واعلان الأحكام العرفية أو الطوارئ أو الحصار أو حظر التجوال.، فالقمع والعنف والاعتقالات هو ما يحفر قبر الانظمة الاستبدادية. فالاحتجاجات تؤدي عمليا الى انهيار تدريجي للسلطة ودوائر الحكم التي تتصادم وتضعف طاقة نواتها الصلبة فيكون الانهيار مدويا ومفاجئا. وكل الانظمة التي أسقطعا الشارع لم تأخذ الدرس من سابقاتها من الدكتاتوريات العفنة. فالإستبداد ملة واحدة تنطلي حماقاته على كل الأنظمة الدكتاتورية العسكرية بالخصوص.
......
استهل تقرير للبيبيسي يسلط الضو على رجل مدغشقر القويبالكلمات التالية:
"سألت عن الكولونيل مايكل راندريانيرينا في جزيرة مدغشقر قبل عطلة نهاية الأسبوع الماضية، لربما نظر إليك الناس باستعجاب!
إلا أنه في غضون 3 أيام فقط، أصبح راندريانيرينا على ما يبدو أقوى شخص في البلاد."
...
إعداد: اسماعيل طاهري