تعليقا على محكمة بفرنسا بسجن رئيس سابق لفرنسا كسابقة في تاريخ فرنسا. كتب الشاعر الصحفي المغربي جمال بدومة تدوينة جميلة نعيد نشرها وهي تحت عنوان:
نيكولا ساركوزي،
الرئيس الأسبق… "لعصابة إجرامية"
جمال بدومة
لم يعد نيكولا ساركوزي يحمل فقط صفة الرئيس الأسبق لفرنسا، بل أصبح أيضا "الرئيس الأسبق لعصابة إجرامية" من بين أفرادها وزيري داخليته بروس أورتفو وكلود غيان... هذا ما أقرّته المحكمة اليوم، حين أدانت ساركوزي بخمس سنوات سجنا بتهمة "تكوين عصابة إجرامية" في قضية التمويل الليبي لحملته الرئاسية للعام 2007، بعد محاكمة استغرقت عشر سنوات.
لعنة القذافي انتصرت في النهاية، وهاهو المسؤول الأول عن مأساة العقيد ودمار ليبيا، ينتهي في السجن… ليكون أول رئيس في تاريخ فرنسا يودع وراء القضبان.
القضاء كان "لطيفا" مع ساركوزي، ولم يأمر بأخذه من الجلسة إلى الزنزانة، بل أعطاه بضعة أيام كي يهيئ ملابسه… رغم ذلك، ارتفعت أصوات اليمين واليمين المتطرف لتندد ب"جمهورية القضاة"، و"الظلم" و"الغلّ" الذي يحرك الجهاز القضائي، الأصوات نفسها التي تعتبر العدالة غير صارمة، كلما تعلق الأمر بأشخاص ارتكبوا جنحا بسيطة أو أحرقوا سيارة في إحدى الضواحي !
بعد صدور الحكم، وفيما كان الصحافيون متكدسين بكاميراتهم أمام قاعة المحكمة، حرصت كارلا بروني، زوجة ساركوزي، في حركة مضحكة، على نزع قبعة ميكروفون "ميديابارت"… هكذا ذكرتنا الفنانة الأرستقراطية بأن موقع إيدوي بلينيل هو صاحب الفضل في كشف هذه القضية قبل أكثر من عشر سنوات. عندما تكون الصحافة مستقلة فإنها تصبح سلطة حقيقية، تساعد على تحقيق العدالة ومراقبة الشأن العام. والديمقراطية تحيا عندما يتمّ فصل السلط.