السبت، 23 أغسطس 2025

الدكتور بريمي يكتب: على هامش مأساة سوق الريصاني( حينما تتحول الحياة إلى رماد)

الحبات الصغيرة المتناثرة على الأرض (البطيخ الأصفر الدلاح الأحمر…..)كانت قبل لحظات تحمل وعدًا بالامتلاء  وبالعيش وبالرزق، فإذا بها تتحوّل في رمشة عين إلى رماد.



الصفرة التي تضيء بعضها لم تعد سوى ومضة تقاوم السواد الكاسح، مثل بقايا نفسٍ يصرّ على التنفّس وسط دخان كثيف.

النار هنا ليست نارًا فقط، بل استعارة كبرى عن المصير الإنساني:

نحن مثل هذه الثمار، نحمل في داخلنا نكهة الحياة، لكننا في مواجهة العدم لا نملك إلا هشاشة قشرة رقيقة.


في لحظة قد يُمحى كل شيء: جهد الفلاح وأمل التاجر و فرحة المشتري… تمامًا كما يُمحى أثر إنسان عاش عمرًا كاملًا ثم غيّبته شرارة قدرية لكنها شرارة هنا تطرح أكثر من تساؤل .

الفلسفة التي تهمس بها هذه الصور تكشف أن الوجود لا يقوم على الصلابة كما نتوهم، بل على التوازن الرقيق بين الخصب والفناء.


الهشاشة ليست ضعفًا، بل هي الحقيقة العميقة للحياة. لولاها لما كان للجمال معنى، ولا للأمل ضرورة.

ففي كل احتراق هناك إعلان صامت بأن الحياة ظلّ وأننا لا نملك منها إلا لحظة عابرة، مثل حبة فاكهة تنتظر مصيرها بين يدٍ تزرعها أو فم يأكلها أو نارٍ تلتهمها.




الحمدلله أن الخسائر كانت مادية ولم تكن بشرية 

تافيلالت وهذا نداء إلى كل أبنائها المخلصين البررة في حاجة إلى من يرجع لها أمجادها 

النار هنا ليست فقط احتراقًا ماديا، بل تطهيرًا قاسياً يُحوّل الحياة إلى رماد.


عبد الله بريمي من قصر ابوعام الريصاني ابن تافيلالت العامرة

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: الدكتور بريمي يكتب: على هامش مأساة سوق الريصاني( حينما تتحول الحياة إلى رماد) Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top