بقلم: أسماعيل طاهري
ما يجري في الشرق العربي يكشف بالفعل انهيار منظومة القيم في الغرب الرأسمالي على الأقل قيم عصر الأنوار وما يرتبط بها من نهضة حقيقية في مجال الفكر والسياسة ونظريا على المستوى الاقتصادي لان النظرية الماركسية ظهرت في الغرب لكن تطبيقاتها تمت في الشرق وافريقيا وامريكا اللاتينية، وبالتالي فلم تعد الاشتراكية مرجعية غربية فقط بل مرجعية شرقية وعالم ثالثية وما دامت مختلف الدول الغربية تناهض الشيوعية والإشتراكية علنا فهي لم تعد تسمح بها إلا في اطار منظومة دستورية وانتخابية متحكم فيها وتسمح بوصول حكومات اشتراكية ديمقراطية لا تستطيع تغيير البنية الاستعمارية التوسعية الليبرالية للدولة العميقة. فأمريكا تمنع تكوين أحزاب شيوعية او اشتراكية بالإستناد الى الماكارتية وغيرها من القوانين التي تلوي عنق الدستور الإمريكي.
ونفس الشيء يمكن سحبه على منظومة حقوق الإنسان التي باتت لها مرجعية كونية تشترك فيها مختلف الحضارات رغم التحفظات المرصودة هنا وهناك.
وما دام الغرب يمعن في التنكر لهذه القيم التي أضحت كونية خارج حدود دوله ومجتمعاته فهو غرب منافق يكيل بمكيالين في كل القضايا المطروحة.
دعم الغرب للمشروع الصهيوني منذ قرن ونيف من النظرية والوعد الى التفيذ والاعتراف الدولي بكيان غريب جاء ليقتلع شعبا من وطنه ليقيم مكانه مرتزقة يهود وصهاينة. يدين الغرب قبل غيره فكيف يعقل أن يدعم الغرب إسرائيل بهذه الطريقة السافرة التي عرت ظهره وكشفت علنا على نواياه الاستعمارية. من غير المقبول أن يكفر الغرب عن خطاياه تجاه اليهود ليحرم شعبا عربيا من أرضه ووطنه ويشجع الكيان الصهيوني الوليد على ابادة هذا الشعب وهو الغرب الذي يدعي العلمانية وابعاد الدين من السياسة بل اعدام دور الكنيسة في السياسة.وتحويل الدين الى حرية فردية ثقافية فقط.
الغرب فعلا فقد عقله وانساق وراء أساطير الصهيونية.
....
الحلقة المركزية في الصراع على فلسطين هو نفاق الغرب وانتهازيته المقيتة.
لقد تأكد بالدليل المادي الملموس على موت قيم الحداثة في الغرب. فالنخبة الغربية أصبحت رهينة في يد العساكر ولوبيات السلاح والتوحش الرأسمالي.
ما نشهده اليوم هو موت الغرب وليس أفوله في عدة ملفات منها:
- مساندته العمياء لنظام الفصل العنصري الصهيوني ودعم إسرائيل الإرهابية بالمال والسلاح والدعم السياسي الشامل لتحقيق هدف سحق الشعب الفلسطيني ونزعه من ارضه ووطنه وتحويله الى شعب لاجئ في أراضي دول الطوق، بل الغرب مستعد لتمويل لتهجير الفلسطينيين الى مختلف دول العالم الإسلامي.
- محاربة الصين الشيوعية والتي حققت منجزات اقتصادية هائلة بفضل النظام الشيوعي الوطني.
- محاربة روسيا التي بدأت تتعافى من تبعات انهيار الاتحاد السوفياتي.
ملاحظة:
يعتقد الغرب أنه بالقضاء على زعماء المقاولة سيكسب الحرب لفائدة إسرائيل وينسى دروس التاريخ التي جعلت كل حامل سلاح في وجه المحتل أمر مشروع وتكفله المواثيق الدولية التي تدوسها إسرائيل. وكل الشعب الفلسطيني هو قيادات تتحرك على الأرض ولا فرق بين سنوار او برغوتي او عرفات او هنية أو جورش حبش او نايف حواتمة او رفاق ابوعلي..
والله لو رفع الغرب يده عن إسرائيل لما استمرت أسبوعا واحدا في الوجود..
إذن المعركة مع الغرب وليس مع إسرائيل وحدها..وإذا سقط الغرب في جبهة الصين وروسيا آنذاك ستعلن الأمم المتحدة شغور منصب عضوية كيان كان إسمه إسرائيل..
والغرب لا بد زائل مهما طال الزمن..
...
نحن مع المقاومة وفصائلها بمختلف مرجعياتها الأيديولوجية نحن معها لأنها فلسطينية تدافع عن استقلال بلادها واسترجاع حقوقها غير القابلة للتصرف.