بنشعرة |
بعد سبع سنوات من العمل أستقيل !
بعد سبع سنوات تمت ترقيتي فيها من أستاذ متعاقد، إلى موظف جهوي إلى أستاذ نظامي جهوي إلى إطار أكاديمي إلى أستاذ فرض عليه التعاقد.
سبع سنوات كان مطلبي الوحيد فيها إدماجي في سلك الوظيفة العمومية بمنصب مالي ممركز إسوة بباقي الزملاء. كان مطلبنا بسيطا يتمثل في اعتبارنا أبناء شرعيين لوظيفة عمومية لمن توفرت فيهم الشروط وفقا للوثيقة الدستورية. بعد اليوم لن أستفسر عن إضراب أضربته، ولن يقتطع من أجرتي الهزيلة.
من اليوم لن أقف مع صفوف الأساتذة لأنتظر دوري في الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي (cnops) لأنتظر دوري. من اليوم لا أقسام مهترئة ولا تكوينات هزيلة، من اليوم لن أرهق تلاميذي بتلك المقررات الفاشلة التي تتميز بالتضخم الفاقدة للتدريج. بعد اليوم لن أسمع "واش ولدك جا عند دك الأستاذ د التعاقد". بعد سبع سنوات أقدم استقالتي.
أستقيل في عز شبابي وأترك هذا الفضاء الضيق البائس إلى فضاء أرحب يجعل مني شخصا أفضل.
لا تغرنكم تلك البيوت الشعرية التي صارت وراءها الركبان لأمير الشعراء شوقي في المعلم، ف شوقي لم يكن معلما يوماً. شوقي لم يقتطع من أجرته يوما، شوقي لم يتعرض للضرب والرفس يوما، شوقي لم يستفسر يوما، شوقي لم يمرغ وجهه في الأرض يوما، شوقي لم يعتقل يوما، شوقي لم يذهب للمديرية الاقليمية ليطلب شهادة العمل فوجد في استقباله الوجه العابس الذي لا يريد رؤيته ببساطة لأنه معلم ينهره كالطفل الصغير. شوقي لم يقف مع صفوف الأساتذة في شمس حارقة لينتظر دوره في إحدى شبابيك (cnops) يوما. شوقي لم يجد غبار أحذية الغرباء على وزرته البيضاء يوماً. شوقي لم يعمل داخل مدارس لا أبواب بها ولا مراحيض فيها يوماً. لا تغتروا بكلمات شوقي لأنه لم يكن معلماً. وفي هذا يرد عليه الشاعر الفلطسيني طوقان والذي خبر التعليم وكان معلما:
ويكاد يقتلني الأمير بقوله….. كاد المعلم أن يكون رسولا !
لو جرب التعليم شوقي ساعة….. لقضى الحياة شقاوة وخمولا
حسب المعلم غمّة وكآبة…. مرآى الدفاتر بكرة وأصيلا
مئة على مئة إذا هي صُححت…. وجد العمى إلى العيون سبيلا
لا تعجبوا إن صحت يوما صيحة… ووقعت ما بين البنوك قتيلا
ياااا من يريد الإنتحار وجدته….. إن المعلم لا يعيش طويلا !!!
بعد سبع سنوات من العمل أستقيل وأترك زملائي هؤلاء موقوفين عن العمل .
1- لحسن هلال (أزيلال)
2- ربيع الكرعي (بنسليمان)
3- زهير هبولة (سيدي سليمان)
4- مصطفى الكهمة (مراكش)
5- اسماعيل كبيري (بركان)
6- زكرياء اغاني (النواصر)
7- زكرياء سابع (عين السبع الحي المحمدي)
ختاما، أشكر جميع الزملاء بالعمل على هذه الالتفاتة الجميلة التي تبدو بسيطة لكنها غنية بالمعاني والدلالات. لكم مني أصدقائي جزيل الشكر وكبير الامتنان سائلين المولى عز وجل أن يبلغكم المقصد، شكرا للجميع تشرفت بالعمل إلى جانبكم وأسأله تعالى أن يتقبل مني ماكان من السعي وصادق العمل وأن يتجاوز عني لحظات أهملت فيها وزللت.
المسامحة وشكرا للجميع 🙏🏻