الكل يتحدث عن الذكاء الاصطناعي...بعض قليل بعلم وبدارية...البعض الكثير من باب الانبهار الأعمى...فتسمع كلاما، من بعض المفوهين بالجامعات وكبار المسؤولين، ولا تستطيع معرفة عم يتحدثون بالضبط...قيل ذكاء اصطناعي، فرددوا المعزوفة دون أن يتبينوا...لا يدركون أننا سنلجأ للذكاء الاصطناعي لإنتاج مضامين ستصبح بدورها مادة أولية للذكاء الاصطناعي...كل ما سننتجه من معطيات ضخمة، سيعاد تدويره بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي لإنتاج مزيد من المعطيات ستتم معالجتها، ثم تحليلها ثم ضخها في المنظومة من جديد...سنصبح آلات لإنتاج المعطيات، في خدمة آلات لمعالجتها وتحليلها وإعادة إرسالها لنا...سنتحول إلى آلات من صنع الذكاء الاصطناعي، لا نخاطب غيرها...آلات آدمية تخاطب آلات اصطناعية...هذا جانب تحدثت فيه في كتاب طويل عريض من ثلاث سنوات...لكنني توقفت عند نقطة أننا سنكون في حل من التفكير النقدي...لن يكون المطلوب منا أن نفكر...المطلوب منا فقط أن نتواصل مع آلات الذكاء الاصطناعي بمنطوق خوارزمياتها وخوارزمياتها فقط...لن نقرأ...لأن الآلة ستقرأ لنا ما تريد...لن نناقش...سنتلقى فقط...لن نتفاعل...تفاعلنا سينحصر فيما تريده الآلة وترتضيه...إننا بالمحصلة، في طريقنا للرفع من ذكاء الآلات، وفي الآن ذاته في طريقنا لتدجين عقولنا بأنفسنا...وبما أننا لن نكون غير ذلك، فإننا سنتحول جميعا إلى آلات على شكل "ربوتات آدمية"، تخاطب بعضها البعض، بلغة لا نعلمها...انظروا من حولكم، لتروا كيف أصبح الفرد منا مثلا، روبوتا آدميا أمام هاتفه المحمول؟ سيسألني فاهم متفهم: وما الحل؟ أجيبه: لنفهم أولا ما الذي يرتب له، ولكل حادث حديث...
يحيى اليحياوي: الذكاء الإصطناعي سيحولنا جميعا إلى آلات على شكل "ربوتات آدمية".
الكل يتحدث عن الذكاء الاصطناعي...بعض قليل بعلم وبدارية...البعض الكثير من باب الانبهار الأعمى...فتسمع كلاما، من بعض المفوهين بالجامعات وكبار المسؤولين، ولا تستطيع معرفة عم يتحدثون بالضبط...قيل ذكاء اصطناعي، فرددوا المعزوفة دون أن يتبينوا...لا يدركون أننا سنلجأ للذكاء الاصطناعي لإنتاج مضامين ستصبح بدورها مادة أولية للذكاء الاصطناعي...كل ما سننتجه من معطيات ضخمة، سيعاد تدويره بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي لإنتاج مزيد من المعطيات ستتم معالجتها، ثم تحليلها ثم ضخها في المنظومة من جديد...سنصبح آلات لإنتاج المعطيات، في خدمة آلات لمعالجتها وتحليلها وإعادة إرسالها لنا...سنتحول إلى آلات من صنع الذكاء الاصطناعي، لا نخاطب غيرها...آلات آدمية تخاطب آلات اصطناعية...هذا جانب تحدثت فيه في كتاب طويل عريض من ثلاث سنوات...لكنني توقفت عند نقطة أننا سنكون في حل من التفكير النقدي...لن يكون المطلوب منا أن نفكر...المطلوب منا فقط أن نتواصل مع آلات الذكاء الاصطناعي بمنطوق خوارزمياتها وخوارزمياتها فقط...لن نقرأ...لأن الآلة ستقرأ لنا ما تريد...لن نناقش...سنتلقى فقط...لن نتفاعل...تفاعلنا سينحصر فيما تريده الآلة وترتضيه...إننا بالمحصلة، في طريقنا للرفع من ذكاء الآلات، وفي الآن ذاته في طريقنا لتدجين عقولنا بأنفسنا...وبما أننا لن نكون غير ذلك، فإننا سنتحول جميعا إلى آلات على شكل "ربوتات آدمية"، تخاطب بعضها البعض، بلغة لا نعلمها...انظروا من حولكم، لتروا كيف أصبح الفرد منا مثلا، روبوتا آدميا أمام هاتفه المحمول؟ سيسألني فاهم متفهم: وما الحل؟ أجيبه: لنفهم أولا ما الذي يرتب له، ولكل حادث حديث...