09‏/03‏/2024

مصيدة الأحزاب المغربية

 


منذ سنتين قلت مع نفسي لماذا خصصت الدولة مالا عاما لتمويل دراسات خاصة بالاحزاب؟

شككت في الأمر،  وقلت مكرها ربما لايقاعهم في مطب المخالفات المالية والايقاع بالتبعية في مصداقيتهم وتبخيس صورتهم اما الراي العام..

اليوم وقع الفأس في الرأس..

وموجة تقريع الاحزاب الوطنية والديمقراطية حول اختلالات صرف تمويل الدراسات تبدو وكأن الهدف تحقق..

وعوض ان تخصص الدولة ميزانية مهمة لتشجيع البحث العلمي في الجامعات تفتقت عبقرية الدولة لتمويل البحث العلمي داخل الاحزاب السياسية لحرق ما تبقى من مصداقية القليل من الاحزاب الوطنية والديمقراطية.

هناك اختلاف بين الدراسات العلمية واعداد وثائق الاحزاب..قد يحدث بعض التداخل ولكن لابد من التمييز..

صحيح هناك تراجع في قوة وثائق وأدبيات الاحزاب والدراسات الايديولوجية التي تنتجها النخب الحزبية خصوصا القيادات التاريخية في اللجنة المركزية..كما ان عدد من القيادات قللت من الكتابات السياسية والإيديولوجية لاسباب تحتاج الى بحث علمي لتحديدها بدقة..هناك مؤامرة صمت كبرى..

كما ان القيادات الحزبية الحالية ضعيفة التكوين بعد تسرب عناصر حزبية متوسطة الى موقع القيادة في سياق حرب وصراع المواقع والمنافع والمناصب والاستوزار ..في سياق تأثرنا بقيم " نظام التفاهة" وفي هذا السياق اضمحلت قيم التطوع والتضحية النضالية والتضامن والعطاء بدون مقابل..

كما ان الكثير من المحللين الايديولوجيبن في اليسار صمتوا ولم نعد نسمع عنهم شيئا حتى نفاجأ بمرضهم او موتهم...

ما انفكت الدولة تتدخل في الشؤون الداخلية للاحزاب وتأكد لي اليوم أن تمويل الدراسات لفائدة الأحزال هي محاولة أخرى للايقاع بهذه الأحزاب التي تعيش هلهلة تنظيمية وهشاشة أيديولوجية ...

كل ما كتبه عبد الله إبراهيم او محمد بن الحسن الوزاني او علال القاسي وعزيز بلال أو إدريس بنعلي او الجابري او عمر بنجلون أو محمد جسوس او عبد السلام المودن او محمد الحبيب طالب او عبد الصمد بلكبير أو محمد بودلال  او عبد الكريم غلاب...وغيرهم  كان بنفس تطوعي نضالي ولازالت كتاباتهم حية وتمثل المرجعية الحقيقية لليسار المغربي والوطنية المغربية وتم انجاز معظم كتاباتهم بصفر درهم ولكن بارادة وطنية صادقة وظلوا على العهد ولم يبدلوا تبديلا حتى مماتهم.


إسماعيل طاهري

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: مصيدة الأحزاب المغربية Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top