09‏/01‏/2023

تعازينا..يبدو ان سياسة قتل الشباب هي سيدة الموقف في مدينة أصيلة.

 

غروب بحي الزرقطوني..أصيلة.
عدسة محمد أسامة

الإنتحار هو عقاب للمجتمع لتقصيره في حماية شخصية المنتحر من الإنهيار. وهو رسالة الى المجتمع لكي يعيد ترتيب أوراقه كما يرى عالم الإجتماع الشهير دوركايم.

لهذا فانتحار شاب بأصيلة ينم عن عدم قدرة المجتمع على حماية شبابه وعجزه عن فتح قنوات الأمل لكي يندمج الشباب ذاته في المجتمع ذاته.

وبالنظر الى الأوضاع العامة في أصيلة فكل الشروط متوفرة ليبلغ اليأس ذروته وتصل حياة الناس الموجودين على هامش المجتمع الى اللامعنى لحياتهم الرتيبة المليئة بالقهر والدونية وغياب الأمل.

ومن مظاهر انسداد الأفق اغتيال المجتمع المدني وإفلاق القاعات العمومية بما فيها إغلاق دار الشباب وبطء عودة المجتمع المدني الى نشاطه المعهود بعد إغلاق كوفيد 19. علاوة على غياب مراكز الترفيه والقاعات الرياضية وملاعب القرب وما تمثله من وسائل للتنفيس عن الشباب وتفريع منسوب الطاقة السلبية المتراكبة المتولدة عن الأفق الإقتصادي المظلم للمدينة.

ويمكن رصد جزء الأزمة البنيوية لمدينة أصيلة في تراكم عدة مشاكل منها:

- الإنسداد السياسي بعد سيطرة أوليغارشية على البلدية لأربعين سنة بدعم وتواطؤ من المخزن المحلي والوطني. برئاسة وزير مخزني سابق إسمه محمد بنعيسى.

- غياب المعامل وربما المدينة الوحيدة المحرومة من المنطقة الصناعية.

- ارتفاع درجة البطالة

- الأمراض النفسية الناجمة عن آثار كوفيد19.

- ضعف ارساليات المهاجرين الزيلاشيين في أوربا من العملة الصعبة بالنظر الى ضعف نسب النمو في أوربا منذ الأزمة المالية ل2008, مرورا بأزمة كوفيد وأخيرا حرب أوكرانيا.

-انهيار منظومة التعليم بالمدينة.

-ضعف البلدية واستشراء الفساد الإداري.

- اغنيال ميناء المدينة.

- ضعف البنيات السياحية.

وانتحار هذا الشباب اليوم هو إدانة للسياسات العمومية المعتمدة في مدينة أصيلة وناقوس خطر يستوجب من الدولة اتخاد التدابير الضرورية لانقاذ شباب المدينة من الوضعية الكارثية التي يعيشونها على كافة المستويات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية...الخ

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: تعازينا..يبدو ان سياسة قتل الشباب هي سيدة الموقف في مدينة أصيلة. Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top