دخل بحارة مدينة أصيلة (شمال المغرب) في عطالة عن العمل بعد فشل اعادة تهيئة الميناء ومحدودية نجاعة الإصلاحات التي طالته
وذكرت مصادر مطلعة أن مراكب الصيد الساحلي انقرضت من الميناء(مركبان فقط حاليا). وان قوارب الصيد التقليدي عاطلة عن العمل وأصبح أربابها مضطرين الى طلب نقلها وتسجيلها في موانئ أخرى كالعرائش وطنجة، فيما ستتجه "قوارب المرجان" للعمل في سواحل الحسيمة ابتداء من سنة 2024. كما أن العديد من البحارة اضطروا للهجرة الى موانئ أخرى للبحث عن فرصة عمل.
وتعود أسباب نكبة ميناء أصيلة الى فشل عملية إعادة التهيئة وصفقتها التي تجاوزت 22 مليار سنتيم. وربط مدخل الميناء بمصب واد الحلو مما يجعل الميناء عرضة لترسبات الوادي خصوصا أثناء سقوط الأمطار. كما أن رياح الشرقي تقدف رمال الشاطئ في مدخل الميناء، علاوة على كون التيارات البحرية (المارية) تقوم طبيعيا بتحريك الرمال نحو البوابة الجديدة للميناء.
وكانت جمعية البحارة وأرباب قوارب الصيد التقليدي بأصيلة، التي يترأسها الزبير بنسعدون، قد سجلت عدة تحفظات على تصاميم اعادة التهيئة منذ سنوات. لكن السلطات رفضت دفوعاتها. والنتيجة كانت كارثية مما يفرض على النيابة العامة فتح تحقيق حول هذه الصفقة التي تحولت الى فضيحة وتشتم منها روائح الفساد. وأخطر نتيجة لفشل مشروع إعادة التهيئة هو أنها تسببت في أحالة العشرات من عائلات البحارة على رصيف البطالة والفقر في زمن تتغنى فيه الحكومة بالدولة الإجتماعية. وفي ظرفية اقتصادية صعبة وغلاء فاحش لكل المواد الإستهلاكية.
وذكرت مصادرنا أن بوابة الميناء أصبحت اليوم محاصرة بكثبان رملية تتنامى يوما عن يوم. وهو ما تحول الى موضوع سخرية في وسائط التواصل الإجتماعي.
وذكرت مصادرنا ان قوارب البحارة لا يمكنها المرور من بوابة الميناء اذا كان ارتفاع الأمواج يتجاوز 1,3 مترا فيما تعهد مكتب الدراسات الخاص بالمشروع بجعل القوارب تعبر مدخل الميناء ولو بلغ علو الأمواج أربعة أمتار.
ومن سخرية القدر أن تتم اعادة تهيئة ميناء أصيلة بالتزامن مع تحطيم مقهى ازريرق التاريخي المتكئ على السور التاريخي للمدينة العتيقة والمقابل للميناء. والذي شكل لعقود برج مراقبة حقيقي للميناء وفضاء لراحة البحارة قبل وبعد مغامرة الإبحار. ورغم إعادة بنائه خرج بطريقة مشوهة تشبه، ويالسخرية القدر مرة أخرى، تشوهات إعادة تهيئة الميناء.
إعدام ميناء أصيلة بهذه الطريقة العجيبة هو حلقة من حلقات أعطاب التنمية في مدينة أصيلة التي يسيطر عليها مجلس بلدي فاشل يرأسه منذ 40 سنة وزير سابق إسمه محمد بنعيسى نصبه المخزن ودعمه في كل الإنتخابات المزورة بدعوى رعاية وتنظيم موسم ثقافي دولي.، موسم رغم صيته وحجم الأموال العمومية التي ترصد له لم يحقق التنمية الإقتصادية والثقافية للمدينة. لذلك ترى قطاعات واسعة من الفاعلين المدنيين أن المدينة تعيش نكبة حقيقية.
إسماعيل طاهري
0 التعليقات
