09‏/12‏/2022

الشاعر حسن الوسيني يرثي صديقه لاعب شباب أصيلة: أعتذر " خاي احميدو"، لم أزرك في مرضك ، لم أحضر جنازتك. الحياة تتغير، يسعفها الموت على ذلك!



الموت لا يتغير ،

تمنعه الحياة من ذلك !

2/

أشعر بالذنب،

لم أزر " خاي احميدو" في مرضه.

لم أحضر جنازته .

تبا لطنجة و أهوالها !

شغلتني عن صديق الطفولة.

3/

يحتاج الموت  إلى عاطفة خاصة.

قد تكون الكتابة وعاءا لأوزارها . 

لذلك سأكتب،

لكي أحرر عاطفتي من حزنها!

4/

أنقذني " خاي احميدو" من الموت مرتين .

الأولى من الغرق ، والثانية من الذبح!

كدت أغرق ، حين جرفتني موجة عاتية بين أحجار " المون"،

لكن " احميدو " أخرجني من اللجة قبل أن يلتهمني البحر.

ثم،

ونحن نلعب كرة القدم قرب " باب البحر" داهمتني دراجة هوائية طائشة ، مزقت حنجرتي ،و تعرضت لنزيف حاد.

وفي شبه غيبوبة حملني " احميدو " على ظهره إلى البيت .

ثم نقلوني إلى المستشفى.

هكذا نجاني " خاي احميدو" من الموت مرتين.

لم أزره في مرضه ، لم أحضر جنازته ،

هكذا خذلته مرتين !


..............

اللاعب الراحل خاي احميدو

" خاي احميدو"

عاشق كبير لكرة القدم ، هي هوايته و هواه.

لاعب ماهر ، يتقن المراوغة ، ومقاومة الخصم في الملعب،

حاد المزاج ، مشاغب ، لكنه قليل الحظ في تسجيل الأهداف.

أيقونة " شباب أصيلة " إلى جنب " زازا " و " ع العزيز المهدي،

و " الكوندي". وذلك في زمن لم يكن لأصيلة ملعب أخضر ،

كما هو الحال اليوم :

ملعب أخضر بلا فريق كروي يمثل المدينة، وتاريخها المجيد

في كرة القدم بمنطقة الشمال .

أين غاندي ، و احمديتو ، و أحمد فرس، وخاي حسن،

و الكوندي ، و فؤاد المهدي ، و العيساوي، و المصمودي ؟

كل هؤلاء طواهم البؤس الرياضي بالمدينة.

منهم من جن وتشرد ، ومنهم من مات مريضا دون تكريم أو عناية ، ومنهم من مات وحيدا في غرفة الاستراحة بالملعب البلدي. ومنهم من انتهى موظفا بسيطا بالبلدية.

" خاي احميدو" واحدا منهم!

عمل بروح كروية عدة عقود في قسم المصادقة على الوثائق المدنية ، بكل صفات اللاعب المحترف:

الصبر و الإتقان و الأمانة. وبكل تجرد من الأنانية.

ظل وفيا لتاريخه الكروي ، وذكرياته في الملاعب .

لم يخن صداقة أحد ، وغادر محبوبا من الجميع.


أعتذر " خاي احميدو"،

لم أزرك في مرضك ، لم أحضر جنازتك.

الحياة تتغير،

يسعفها الموت على ذلك!


بقلم حسن الوسيني الوسيني 
الشاعر حسن الوسيني

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: الشاعر حسن الوسيني يرثي صديقه لاعب شباب أصيلة: أعتذر " خاي احميدو"، لم أزرك في مرضك ، لم أحضر جنازتك. الحياة تتغير، يسعفها الموت على ذلك! Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top