29‏/12‏/2022

مدى خطورة ان يفكر أستاذ في منصبه وهو على مشارف الموت مما يطرح سؤال الوضع النفسي لرجال ونساء التعليم.


 1-

ان يفكر أستاذ في منصبه وهو على شفة حفرة من الموت.مسألة خطيرة تطرح سؤال الوضع النفسي لرجال ونساء التعليم.

واذا صح كلام منقذ الأستاذ المختفي بجبال ميدلت مجمدا بين الثلوج ليومين كاملين وأكثر فهذا أمر خطير للغاية.

2-

قد نرمي الأستاذ بسهام العتاب وجهله القانون، لكن حقيقته التي قالها لمنقذيه بعفوية كانت تمثل الحقيقة الساطعة لحجم الضغوط النفسية والإدارية التي يعاني منها على غرار زملائه، والأمر فعلا يحتاج الى دراسة شاملة لهذا الموقف العجيب لأستاذ فلسفة هو الأحرى بمعرفة المنطق وتاريخ الفكر والفلسفة.

دراسة تنفي أو تؤكد هشاشة أو قوة النفسية المهنية لرجال ونساء التعليم. وما هي حدود المصير والضمير المهني لدى رجال ونساء التعليم. هل يصل الضمير المهني الخلاق الى حد ايلائه الأولوية في مصير الأساتذة والأستاذات وهل له أسبقية على المصير والحياة برمتهما؟ هل الضمير هو المصير؟ أم أن ضغط المؤسسة/الإدارة والخوف من جبروتها وربما شططها له يد في موقف أستاذ الفلسفة صاحب رواية " جارتي المراهقة"؟

هل منصب أستاذ له قيمة وجودية الى هذا الحد؟ أم أنه مهنة كباقي المناصب الممهننة؟ ونحن هنا نتحدث عن منصب من السلم العاشر لا يتجاوز أجره خمسة الاف درهم (500 أورو/ دولار) وهو منصب بات خارج النظام الأساسي للوظيفة العمومية وامتيازاتها للمنتسبين الى هيئة التدريس بعد سنة 2016. وبكلمة فالتوظيف بالتعاقد في التعليم لم يعد وسيلة للترقي في سلم التراتبية الإجتماعية، وصار التعليم مهنة لا تغني ولا تستر بل مهنة مدرة للفقر والهشاشة. ولم تعد مهنة للتفاخر الإجتماعي كما كان علية الوضع قبل عقود.

وتحضرني الأن واقعة أخرى مماثلة حدثت بجماعة الجبل الحبيب قرب طنجة حيث ذهبت أستاذة ضحية غرقها في واد يوم قبل العطلة البينية الأولى خلال بداية دجنبر. حيث أصرت على قطع الوادي لتصل الى مدرستها البعيدة حتى لا تتغيب عن حصتها المنتظرة في اليوم الموالي. ووقعت الكارثة التي لم ينتظرها أحد. وحسب المعطيات المتوفرة فالأستاذة المتعاقدة لم يسجل عليها أي غياب عن العمل بمبرر أو بدونه طيلة سنتين كاملتين، وكأنها آلة وليس إنسان قد يمرض أو يتعب. ولكن ضغط مهنة التعليم وإكراهاته حملتها على التضحية بحياتها من أجل ضميرها المهني الحي. والحال أن المؤسسة/الوزارة تجافي هيئة التدريس وتطالبها بالواجبات فقط وتعاقبها بلا رحمة في أي تقصير ولو كان بسيطا أو ثانويا، وتتلكأ في تمكينها من حقوقها الدستورية في وظيفة عمومية و أجر لائق وكرامة واحترام وتقدير وتكوين...الخ

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: مدى خطورة ان يفكر أستاذ في منصبه وهو على مشارف الموت مما يطرح سؤال الوضع النفسي لرجال ونساء التعليم. Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top