المناورات العسكرية الروسية الجزائرية داخل ألصحراء الشرقية المغربية استفزاز غير مقبول من كل الجوانب.
واذا كانت الجزائر تدعي كونها مناورات لمحاربة الارهاب، فالأولى ان تركز على مناورات الجنوب المسماة إعصار 2-2022 على الحدود مع مالي والحال أن جبهة المغرب آمنة. وهذا مبرر مردود.
لا يمكن لأي محلل موضوعي أن يغفل كون الهدف من هذه المناورات من طرف الجزائر هو استهداف المغرب والتشويش على اختراقه الدبلوماسي في ملف الصحراء وانجازاته الإقتصادية داخليا وعلى مستوى العمق الإفريقي. أما روسيا فهي توجه رسالة الى أوربا والغرب أكثر من المغرب. لكون روسيا اليوم في حالة حرب وفي حاجة الى حلفاء ولو من جمهوريات الموز ،
وحسب الأهداف المعلنة فالمناورات تهدف الى تدريب 80 عسكريا جزائريا لاستعمال الأسلحة الروسية المتدفقة والتي بموجبها تم رفع ميزانية الدفاع الجزائرية لأكثر من 130 في المئة خلال سنة 2021.
واليوم فالبرلمان الأوروبي والكونغرس الأمريكي يناقشان مشاريع قرارات لفرض عقوبات على الجزائر واتهامها بدعم الحرب في أوكرانيا من خلال شراء السلاح من روسيا.
وتأتي هذه التطورات في سياق تقديم الجزائر لطلب انضمامها الى منظمة بريكس BRICS التي تضم تحالف الصين وروسيا والهند وجنوب إفريقيا والبرازيل. والتي تدعو الى نظام ثنائي القطبية في العالم مستندة الى كونها الدول الأسرع نموا في العالم وهو الشرط غير المتوفر حاليا في الجزائر.
....
دخول الجيش الروسي الى أراض مغربية قوبل بصمت من طرف حكومة الرباط. وهذا يجعل مرارتنا أشد وأقسى من" الحسام المهند"
أما استفزازات الجزائر فقد اعتدنا عليها ولم تعد تثير مخاوفنا لكون الحراك الشعبي الجزائري الذي أطاح ببوتفليقة عرى سوءة النظام العسكري الجزائري وصار فساده مطروحا في الطريق. وأهل مكة أدرى بشعابها.
أنا ما يهمني هو الدفاع عن أرض المغرب وناس المغرب الذين لازالوا تحت الإحتلال الفرنسي بالنيابة في الصحراء الشرقية، لذلك فهذه المناورات العسكرية الجزائرية الروسية هي احتلال مزدوج للأراضي المغربية في بشار وترويع للأهالي المغاربة الذين يتوقون الى تحريرهم من ربقة الإستعمار والعودة الى حضن الوطن الأم: المغرب.
ومهندسو هذه المناورات زامنوا انطلاقتها مع احتفالات المغرب بالذكرى 67 للأعياد الأعياد الثلاثة: عيد العودة وعيد الإنبعاث وعيد الإستقلال التي تصادف 18 نونبر من كل سنة. وهو رهان خاسر. فهذه الأراضي مستعمرة وهي قضية شعب مغربي ( وخارج موازين القوة)، قبل ان تكون قضية سلطة/ دولة مكرهة على التعامل مع إكراهات موازين القوة والتفاصيل التكتيكية.
0 التعليقات
