حصلت الكاتبة الفرنسية آني إرنوAnnie Ernaux أستاذة الأدب في جامعة سيرجي بونتواز (82 سنة) على جائزة نوبل للاداب لهده السنة.وفي شرح اختيارها للجائزة، قالت الأكاديمية إنّ إرنو "تدرس باستمرار ومن زوايا مختلفة حياة تتميز بتباينات قوية فيما يتعلق بالجنس واللغة والطبقة" أعمال آني المستوحاة بصورة أساسية من حياتها، كوّنت صورة دقيقة لمشاعر المرأة التي تطورت مع اضطرابات المجتمع الفرنسي منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
جلب أسلوب إرنو السهل والواقعي والخالي من أي مبالغات إنشائية الكثير من الاهتمام والتحليل،وتقترب أعمالها الأدبية -ومعظمها سيرتها الذاتية- من مجالات علم الاجتماع.
كما تتميز بشجاعة في اكتشاف الجذور والبُعد والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية،حيث تهتم أكثر بفئة السيرة الذاتية للمرأة التي غالبا ما يتم تجاهلها في مجال ما يزال يهيمن عليه الذكور. فالمواضيع الأساسية لعملها هي الجسد، والجنسانية، العلاقات الحميمة، والتفاوت الاجتماعي،واختبار الترقي الطبقي من خلال التعليم، الوقت والذاكرة، والسؤال الشامل حول كيفية الكتابة عن هذه التجارب الحياتية....
ووُلدت إرنو لعائلة متواضعة من البقالين في نورماندي في شمال فرنسا، هدا الوضع الاجتماعي الدي عاشته في الطفولة دفعها للكتابة بأسلوب صريح ومباشر عن الطبقة، وكيف كافحت لتتبني أنماط وعادات البرجوازية الفرنسية بينما ظلت وفية لخلفيتها من الطبقة العاملة.
بالنسبة اليها فإن الكتابة قوة محررة وعمل سياسي يفتح أعيننا على عدم المساواة الاجتماعية.من أجل هذا الغرض تستخدم اللغة كسكين كما تسميها لتمزيق حجب الخيال،أعمالها غير المهادنة أنجزتها على مدى 50 عاماً، صورت فيها حياة تشوبها الفوارق الكبرى في اللغة والجنس والطبقة".وقد اعتبرت منحها جائزة نولل للآداب مسؤولية كبيرة أُعطيت لها من أجل مواصلة الشهادة "لشكل من أشكال الإنصاف والعدالة في ما يتعلق بالعالم".
وابتعدت آني عن الرواية لتعمل على أسلوب جديدة لقصص النسب وعلى ابتكار السيرة الذاتية الموضوعية
لها أكثر من 20 كتابا، وكثير منها نصوص مدرسية في فرنسا لعقود من الزمن،وظهرت روايتها الأولى عام 1974 بعنوان "ليز آرموار فيد" أو “الخزائن الفارغة” لكنها اكتسبت شهرة عالمية بعد نشر "ليز آنيه" أو “السنوات” في عام 2008.
وللروائية ست روايات على الأقل مترجمة للعربية،وفاز فيلم مقتبس من رواية بعنوان “يحدث” التي نُشرت عام 2000 لإرنو، حول تجربتها في إجراء الإجهاض حين كان لا يزال غير قانوني في فرنسا في الستينيات، بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي عام 2021.
عرفت الكاتبة بميولاتها اليسارية ومعاداتها للعنصرية في فرنسا. وقد وقعت، في مايو 2018 على عريضة، بالتعاون مع شخصيات من عالم الثقافة، لمقاطعة موسم الثقافات بين فرنسا والكيان الصهيوني والذي يعتبر، وفقًا للعريضة، بمثابة واجهة للصهاينة على حساب الشعب الفلسطيني.وفي عام 2019، شاركت في نداء نشر في موقع “ميديا بارت” الفرنسي المعروف لمقاطعة تنظيم منافسة “يورو فيجن” في تل أبيب....
عن صفحة مجيد مصدق