هذه مدرستي الأولى وربما الأخيرة في اكتساب اللغة العربية ثم الإقتراب من أبجديات العمل الصحفي. لدرجة أنني لم أعرف أنني اكتسبت بدون قصد أو تخطيط، طريقة الكتابة الصحفية المعتمدة على القصة.
هل أعزي نفسي من إعدام إذاعة البي بي سي عربي. كنت أحدس هذا بعد تخلي الإذاعة عن مجموعة من التقاليد والأعراف المميزة . وبدا أن دخول الدارجة الى برامجها والسرعة في الكلام وقراءة الأخبار وعدم التوفق في موسيقى جنيريك الأخبار وبعض البرامج، إضافة الى الإتجاه نحو السطحية في عرض القصص ربما عجل بنهاية هذه الإذاعة العريقة بعد 84 سنة من البث. مثلت فيها الإذاعة الأكثر موثوقية والأقرب الى الموضوعية. وكان صناع القرار السياسي يستندون الى أخبارها في اتخاذ قرارات ومواقف حاسمة. وإذا أراد أحد منهم التأكد من صحة خبر يرجع فورا الى موجات البي بي سي (هنا لندن)
لا أحس بالندم على متابعة هذه الإذاعة لعقود.. الإذاعة التي كانت السبب في ولوجي عالم اللغة العربية الفصحى، وكذلك عوالم الإعلام، وأذكر أن أول مقال كتبته بجريدة أنوال كان تحت عنوان " الحوار المفتوح في البرنامج المفتوح" سنة 1992 أي قبل ثلاثين سنة. والبرنامج المفتوح هو برنامج يومي عوض في بداية التسعينات برنامج "ندوة المستمعين". وكم كانت فرحتي عارمة عندما نشرت لي الزميلة الغالية بديعة الراضي مقالي الأول وكانت حينها رئيسة القسم الثقافي لجريدة أنوال.
وداعا إذاعة بي بي سي عربي التي كنت أتابعها قليلا في السنوات الأخيرة واستعضت عنها بقناة بي بي سي عربي.
والعزاء لي.
ولكل عشاقها الكثيرين..
"هنا لندن هيئة الإذاعة البريطانية" الى اللقاء.
هذه علامة من علامات نهاية الساعة..دقات ساعة بيغ بينغ..
وعلامة من علامات أفول الإمبراطورية البريطانية.
بقلم اسماعيل طاهري
0 التعليقات
