26‏/09‏/2022

هل يجب محاكمة الطالب سعدون بتهمة عدم الولاء للمغرب؟


بقلم إسماعيل طاهري

استقبل الطالب المغربي سعدون العائد الى المغرب ناجيا من حبل المشنقة كبطل والحال أنه تورط في المشاركة العسكرية ضد بلد آخر وهو يحمل الجنسية المغربية. 

والمثير أنه انضم الى مرتزقة جيش نظامي أوكراني. مع أن المغرب الرسمي ليس طرفا في الصراع العسري بين روسيا وأوكرانيا.

فكما تمت محاكمات للعائدين المغاربة من القتال في صفوف داعش والقاعدة في أفغانستان أو العراق أو غيرهما من بؤر التوتر، بمجرد عودتهم الى المغرب، يجب محاكمة المرتزقة العاملين في اوكرانيا أو روسيا لا فرق. وفي مقدمتهم هذا الطالب الطائش الذي أعماه المال وفرط في واجب الولاء للدولة التي يحمل جنسيتها وهي: المغرب.

اذا كان المغرب بلد قانون ( وهذا حلمنا وادعاء رسمي)فيجب فتح تحقيق قضائي فوري مع الطالب سعدون. وللنيابة العامة أن تتابعه اذا بدا أنه خالف القوانين المغربية التي تقيده بها جنسيته وتلزمه باحترامها سواء كان مقيما في المغرب أو مقيما بالخارج. ومنها ارتداء زي نظامي لدولة أجنبية وإبداء الولاء لها ولحكومتها ورئيسها "النازي الجديد" وتقديم التحية لعلمها ولنشيدها الوطني.

...

إذا لم تتم محاسبة المغاربة الخارجين عن القانون خارج البلاد، فإن ذلك يفتح الطريق أمام أفراد العصابات وأباطرة المخدرات والممنوعات من مغاربة العالم لكيي يعودوا الى المغرب أبطالا ويصبحوا نموذجا سيئا للناشئة والشباب. ويشيعون ثقافة سلبية تمجد المال على حساب القيم النبيلة والإيجابية. وقد يتسربون الى مواقع اقتصادية وسياسية حساسة.

لقد تداولت أخبار أكيدة عن فتح أوكرانيا باب التجنيد للأجانب مقابل ألفي دولار/ مليوني سنتيم مغربي،   شهريا ونفس العملية قامت بها روسيا برواتب مغرية.

والطالب سعدون(21سنة) وغيره لم تحركهم كمرتزقة الا المصالح المالية ولم تحركهم مبادئ ما ولو كانت مبادئ يمينية نازية جديدة في أوكرانيا.

ويكفي أن ندلل على نذالة عمل مرتزقة من الجزائر أو مالي في صفوف البوليزاريو للمس بالوحدة الترابية للمغرب بتمويل ودعم من النظام العسكري الجزائري.

كما أن الفيلق الأجنبي في الجيش الفرنسي الذي يوظف مرتزقة أفارقة مقابل المال والجنسية أبشع نموذج للإتجار في البشر ومس كرامة الإنسان وهويته. ونفس الشيء يقوم به الجيش الأمريكي الذي يوظف الأجانب مقابل الجنسية ويحولهم الى حطب جهنم في الحروب.

بل أن إسرائيل كيان مرتزق بالكامل ممول ومسنود من مختلف دول الإمبرالية العالمية الغربية لتدمير فلسطين ومحوها من الوجود ولمواجهة المد الشيوعي في وقت سابق. وهي كيان/ مليشيا مرتزقة رهن إشارة ألغرب لرعاية مصالحه.

فتاريخ الإرتزاق السياسي والعسكري تاريخ أسود يجب التعامل معه بنفس طريقة التعامل مع الإرهاب والإستعمار والإستيطان والإحتلال والنخاسة والعبودية.

أليس البوليزاريو حركة إرهابية كما قال قبل ثلاثين سنة المناضل/ المفكر المغربي الراحل عبد السلام المودن. لأنها مبنية على الإرتزاق.

أليست إسرائيل حركة عنصرية إرهابية كونت من مرتزقة يهود بدعم بريطانيا؟

أليس الغرب بقيادة أمريكا وقبلها فرنسا وإنجلترا وقبلهما إسبانية والبرتغال معقل الإمبرالية والإرهاب الإستعماري والنخاسة واستعملت الإمبرالية منذ عهد الأنوار كل اشكال الإرتزاق والإبادة الجماعية والأرض المحروقة والمتاجرة في البشر؟

لهذا ليس جديدا أن أردد أن الإرتزاق شكل من أشكال الإرهاب والإتجار في البشر والعبودية، ووجب التصدي له ومقاومته.

ولكن انقلبت المفاهيم وصار المرتزقة (أمثال سعدون) مناضلين وأبطالا قوميين يقابلون بالتمر والحليب.

....

وعود على بدء يمكن الختم بكون حكومة الرباط قد قالت فور اعتقال الطالب سعدون في ساحة الحرب بأوكرانيا قبل خمسة أشهر:" ألقي عليه (أي سعدون)القبض وهو يرتدي زي جيش دولة أوكرانيا، بصفته عضوا في وحدة تابعة للبحرية الأوكرانية"

وهذا لم يعد خبرا بل صار مشروع صك اتهام،  يجب البحث بشأنه من طرف النيابة العامة المختصة فهذا الطالب يتحرك حرا داخل نفوذها الترابي ابتداء من مساء السبت 24 شتنبر 2022.

أ

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: هل يجب محاكمة الطالب سعدون بتهمة عدم الولاء للمغرب؟ Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top