شيرين ،
في رحيل زهرة الجلنار
إذ غدت قبلة للوجع المستطير ...
لا شيء يشبه حزني
هذا المساء - قلت -
و لا قصيدة تطفئ وجعي
فكل القصائد ثكلى ،
و صدى دمعها قصص العابرين
نحو أفول التاريخ
شيرين ، كأنها الجلنار
على هامة الحرف
تسقط حبلى بأحزان العشيرة
في الصحراء
هي تعرف وقع خطاها المغتال
على مشارف هذا الخبر الصاعق
شيرين ، شهيدة هذا الخبر الجارف
و أنت تبتسمين مودعة أفق
هذي النذالة و الخنوع
و تملئين البياض
بألف سؤال و سؤال
شيرين تمضي ، شرين مضت
فغدت قبسا لظلمة هذا الغياب
و بكت كل المنابر خيبتنا يا شيرين
و لم تقرع الطبول ،
إذ نحن في سبات
تقول شجيرات الزيتون للحمامة :
طوبى لهديلك و ما يمنحه الظل لك
أما جذوري فقد روتها شيرين
سأنمو ليمتد ظلي لقبرها
و يتسع الحزن أفق القلوب
شيرين احتملت خيبتنا
و اندحار الإنسانية
و أما البياض ، فقد خطه
صوتك خلف مكبر الصوت
و عاد من ملامة العشيرة
ظلك الوارف
ليحكي عن امرأة شهيدة
شعر: علي الزاهر
المغرب