الأحد، 4 أبريل 2021

لماذا تنكر أوريد لمغربية الصحراء الشرقية؟ بقلم اسماعيل طاهري


نشر الباحث حسن أوريد مقالا في موقعي لكم2 والقدس العربي يتنكر فيه لمغربية الصحراء الشرقية، ويتنكر لأبناء عمومته الذين مازالوا يعيشون الى اليوم تحت الإحتلال الفرنسي بالنيابة.
ففي مقاله المعنون ب"فصل جديد من التوتر المغربي الجزائري" يتحدث أوريد  كرجل سلطة وليس كرجل تاريخ، عندما يذهب الى ان اتفاقية 1972 بين المغرب والجزائر هي امتداد لاتفاقية لالة مغنية في 1845 بين المغرب وبين فرنسا. ويضيف ان الاتفاقبية ملزمة، وان العرجة أرض جزائرية. ولا غبار على قانونية ذلك.
ونسي السيد المؤرخ أنه يتجنى على التاريخ عندما لا يقول الحقيقة التاريخية كاملة:
الصحراء الشرقية أرض مغربية يقطنها مغاربة، واتفاقية لالة مغنية باطلة المشؤومة ورديفتها اتفاقية تلمسان لسنة 1972 غير دستورية، وضد البيعة الشرعية. وتمس السيادة الوطنية:
فالبرلمان المغربي الذي صادق عليها في 1992 مطعون في شرعيته الدستورية لأنه مدد لسنتين تحت الضغط والإكراه، باستفتاء مزور جيشت فيه وزارة الداخلية المقدمين والشيوخ والاعلام العمومي والمساجد والبوليس السياسي للضغط على المصوتين وجرهم كالخرفان الى صناديق الإقتراع وايهامهم وتضليلهم أنهم يصوتون على الملك. 
وهو الاستفتاء الذي تم ترتيبه للمصادقة على اتفاقية تلمسان  1972 بعد عشرين سنة من توقيعها مع رئيس الجزائر الهواري بومديان. وظلت الجزائر تخرقها يوميا رغم كونها السباقة الى نشرها في الجريدة الرسمية سنة 1973، وبالتالي فهي باطلة بمنطوق ومفهوم الدستور المغربي وعقد البيعة الذي يربط قبائل المنطقة بسلطان المغرب. 
وبالتالي فالإتفاقية تمس بمبدإ السيادة. والسيادة للأمة. تمارسها مباشرة بالإستفتاء أو عبر المؤسسات الدستورية المنتخبة. والسيادة غير قابلة للتصرف. ولامقايضة فيها.
فالصحراء الشرقية مغربية قبل تأسيس دولة الجزائر نفسهابقرون، منذ عهد السعديين ثم العلويين.
وأنا أتساءل ما هي الحرب التي انهزم فيها المغرب حتى يوقع على اتفاقية فيها تراجع حتى على اتفاقية لالة مغنية 1845؟ . ألم يكن المغرب خارجا لتوه من حرب الرمال 1964 التي انتصر  فيها على عسكر الجزائر وكان هدفها استرداد الصحراء الشرقية بالقوة بعد غدر الجزائر وتنكرها لحق المغرب فيها؟ وخلال الحرب ألم ينظم سكان تندوف وبشار وتلمسان  مظاهرات مساندة للمغرب ومطالبة بعودتها الى حوزة الوطن الأم المغرب؟
كيف تحول انتصار عسكري الى هزيمة سياسية بدأت بالتخلي عن موريتانيا 1969 ثم الصحراء الشرقية؟
هذه أخطاء ناتجة عن غياب الديمقراطية في المغرب واستغلال الأزمات الداخلية والخارجية لتأجيل بناء الدولة الديمقراطية الحديثة، وتوحيد التراب الوطني كاملا وغير منقوص.

***

ألا يعلم السيد أوريد أن آلاف المغاربة على طول طرفي الحدود الوهمية مع الجزائر ماتوا كمدا من فراق أهاليهم ونزعوا نزعا من أرض أجدادهم.

والمؤسف أن السيد أوريد عندما كان واليا على جهة مكناس تافيلالت(2005/2009 ) لم يفعل شيئا لحماية ممتلكات مغاربة "كولومب بشار" في أراضي واحات أنيف وفركلة وتيروك وملعب بإقليم الرشيدية من سطوة الورثة. وأنا شاهد عن اهمال شكاياتهم بعد فتح الحدود لاسترجاع أراضيهم التي سيطر عليها أبناء عمومتهم.
وهذه دعوة للدولة المغربية لحماية حقوقهم وارثهم وابقاء الرابطة معهم وتحفيظ أراضيهم باسمهم وحمايتها. ومنحهم الجنسية، لأنها دلائل مادية قاطعة على كون الصحراء الشرقية أرضا وإنسانا جزء لا يتجرأ من التراب الوطني المغربي..
***
توحيد البلاد يقتضي استراتيجية متكاملة وفي القلب منها عدم خسران معركة التاريخ سواء في قضية الصحراء الشرقية أوالغربية أووسبتة ومليلية والجزر الجعفرية.
فإذا خسرنا معركة التاريخ خسرنا كل المعارك الأخرى.
لذلك، وبسببه، أقول وأكرر إن قضية الصحراء معركة تاريخ قبل أن تكون معركة سياسية أو أو ديبلوماسية أو عسكرية.
يحز في النفس أن ينبري مؤرخ، من وزن حسن أوريد، للتنكر لتاريخية مغربية الصحراء الشرقية. أو يخيم الضباب على المرجعية التي يتحرك منها، هل من داخل السلطة أم من خارجها؟ هل هو "كاتب سلطاني" أم مثقف مستقل؟


اسماعيل طاهري

0669138662

smailtahiri9@gmail.com

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: لماذا تنكر أوريد لمغربية الصحراء الشرقية؟ بقلم اسماعيل طاهري Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top