02‏/01‏/2021

البوبكري يفقد عقله النقدي


يبدو أن محمد بوبكري عضو سابق في المكتب السياسي للإتحاد الإشتراكي فقد عقله النقدي:

يقول في مقال صدر بموقع أنفاس متحدثا عن الإسلاميين والقوميين في المغرب وخارجه المناهضين المعارضين الرافضين للتطبيع:


"هذا ما يفسر أيضا عداءهم لليهود المغاربة في المهجر، حيث يعملون على أن يقطعوا بينهم وبين وطنهم المغرب الذي يعشقونه ونذروا أنفسهم لخدمته. وبذلك، فهم يعبرون عن نزعتهم النازية المغلفة بالدين والقومية العربية القبلية الموغلة في نزعة عرقية متشددة."*

وللرد على السي البوبكري يمكن تذكيره يكون اليهود المغاربة في إسرائيل تخلوا عن وطنهم المغرب وثوابته وانخرطوا في مشروع صهيوني عنصري هو الفاشي هو النازي فكرا وسلوكا. فكيف تكون لهم غيرة على وطن هجروه، وأصبحوا مرتزقة الحاخامات الصهاينة. لضرب قيم الإنسانية والإعتداء على أولى القبلتين وثالث الحرمين عند المسلمين ومبعث الأنبياء. مشروع صهيوني دمر حارة المغاربة االقدس. وحرق المسجد الأقصى وقتل واجتث مئات الملايين من الفلسطينيين من ديارهم وأرضهم، وامتد بطش هذا المشروع الى المصريين واللبنانيين والسوريين.

واسمح لي أن أنبهك أن أدوات تحليك قديمة، ومتجاوزة، ولم تفهم بعد المشروع القومي التحرري الذي يدافع عن الديمقراطيه والإشتراكية. ولا يمكنك الحكم عليه بكونه فاشيا استنادا الى توظيف مغرض لمقولة من مقولات ميشيل عفلق خارج سياقها. أو اختزاله في منطق القبيلة والعرق(العربي). فالجانب القومي في حركات التحرر كان معطى مهما، وانتشر في مختلف بقاع العالم خلال السبعينيات. وأحيلك على تجربة الثورة الثقافية الصينية بزعامة ماوتسي تونغ. وتجربة لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية.

وفي المغرب يمكن الاستعانة بتحليلات وثائق حركة 23 مارس التي تعتبر كل نضال وطني هو نضال قومي ولا تناقض بينهما. لذلك انتصرت هذه الحركة لمغربية الصحراء. كما انتصرت لمختلف قضايا التحرر العربي والعالمي، وفي القلب منها القضية الفلسطينية.

(أنظر كتابات محمد الحبيب طالب وعبد السلام المودن)

أما بالنسبة لحركات الإسلام السياسي، فلا يمكن جمعها في سلة واحدة فمنها الإرهابية ومنها المتطرفة ومنها المتزمتة ومنها الأصولية ومنها المعتدلة ومنهاالمنبطحة لأي سلطة سياسية ولو كانت سلطة الطاغوت أو الديكتاتور.

وحركات الإسلام السياسي خاضعة لتحولات منطق التاريخ.، وقد تتحول، وهذا هو المحتمل، الى قوى ديمقراطية كما حدث في تجربة الأحزاب الديمقراطية المسيحية في أوروبا. وستتحول إذا ساد مناخ ديمقراطي وديمقراطية تمثيلية، الى أحزاب دولة أكثر من أحزاب دعوة.

الصحراء المغربية ليست موضوع مزايدة. ولا مقايضة. ولا يمكن الدفاع عن وحدة البلاد، أي بلاد، الا بوسائل نبيلة لكون القضية عادلة.

القضية الفلسطينيون كذلك ليست موضوع مزايدة أو قطعة نقدية تباع وتشترى في بورصات الأسواق المالية. لأنها قضية عادلة.

هل تعلم ان أول من وصف حركة البوليساريو بأنها "حركة إرهابية" هو الشهيد عبد السلام المودن أحد منظري المشروع القومي التحرري في المغرب الذي تصفه اليوم بالفاشي والنازي، لكونه ضد التطبيع مع إسرائيل. 


اسماعيل طاهري

....

* رابط مقال بوبكري في موقع أنفاس:

https://anfaspress.com/news/voir/74673-2020-12-30-05-48-53

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: البوبكري يفقد عقله النقدي Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top