في الذكرى 36 من اعتقالي
أقترب اليوم من سن 62 سنة، ورغم مرور 36 عن اعتقالي ، ظل هاجس العودة إلى السجن يراودني ، لأنني أعبر عن مواقف وآراء يتضايق منها النظام القائم ، وأشعر مثل كل المواطنات والمواطنين بأن أوضاع حقوق الإنسان في تراجع كبير ، وأصبح النيل من المعارضين والمعارضات يأخذ أشكالا جديدة ، تدل على فقدان الدولة للحد الأدنى من مصداقية العدالة ، هذا الحد الأدنى الذي كرسته الفترة القصيرة من عمر هيئة الإنصاف والمصالحة ، لكنه أصبح أدغاث أحلام بالنسبة للذين واللاواتي راهنوا على هذه التجربة، مع الأسف جف حبر من استوطنهم حلم " الانتقال الديمقراطي" وانتقل المغرب في زمن قياسي إلى دورة زمنية ثانية ، نحصي من خلالها الخيبات والمأسي والخروقات الجمة للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والطرد التعسفي من العمل وقوانين الإجهاز على المكتسبات والقضاء عما تبقى من الصحة العمومية والتعليم العمومي، وانهيار القدرة الشرائية وسقوط البنايات على أهلها بسبب الفيضانات والزيادة المهولة في قوارب الموت ، والزج بالبلاد في التطبيع مع الكيان الصهيوني اقتصاديا وسياسيا وثقافيا ، وارتهان نمو الاقتصاد بعجلة الديون الشائنة التي تؤدي فاتورتها الكبيرة الجماهير الشعبية من خلال حرمان أبنائها من الولوج إلى الخدمات العمومية وحرمانها من العيش الكريم. أكتب هذه الكلمات وأنا جد مقتنع بأننا نعود من جديد وبشكل أكثر مأساوية لسنوات الرصاص، وكما قاومنا تلك الأزمنة بما أوتينا من مقاومة ، لا يسعنا اليوم إلا النهوض من جديد لوقف هذا الزحف الجديد من المتابعات لخرق حقوق الإنسان وفي مقدمتها الحق في التعبير والتنظيم ومناهضة الظلم والقمع والاستغلال، وأتوجه إلى كل ضمير حي للتعبير بمختلف الأشكال عما نطمح إليه من كرامة وحرية وعدالة ، وبئس من تمادوا في إذلالنا، لكن القسطاس منهم سيتكفل به التاريخ آجلا أم مستقبلا.
#الحريةللمعتقلين
0 التعليقات
