توفي الناشر والصحافي والمشاكس والدمشقي رياض الريس عن 83 عاماً، المعروف بكتبه المثيرة وكرمه الحاتمي وشغفه في اثارة الجدل الثقافي البيروتي والعربي والبحث عن الكتب المختلفة والأنيقة... والريس سوري الجنسية ولبناني النشأة، وابن الصحافي والسياسي هو الراحل نجيب الريس، صاحب النشيد الذي نظمه وراء القضبان وجاء في مطلعه "يا ظلام السجن خيم - اننا نهوى الظلاما - ليس بعد السجن الا-فجر مجد يتسامى". وأصدر لثلاثين سنة جريدة "القبس" السورية، التي توقفت عن الصدور في عهد الوحدة السورية المصرية العام 1958 حين طاولها قانون تأميم الصحافة. وذهب الريس إلى بريطانيا للدراسة في جامعة كامبريدج، حيث تسنى له الاطلاع على الصحافة البريطانية كقارئ أولاً، ومن ثم مشارك في صحافتها. تأثر الريس بلورنس العرب الإنكليزي (تي. آي. لورنس) صاحب "أعمدة الحكمة السبعة". وكان يحلم بالعيش في عصر الإمبراطورية العثمانية...
الريس الذي ترك دمشق إلى بيروت في زمن كانت فيه بيروت عاصمة للصحافة العربية، عمل بعد دراسته الثانوية في لبنان ثم في انكلترا، في الصحافة، في مؤسسات عديدة. يقول: "أقنعت غسان تويني بأن يتيح لي فرصة السفر الى مناطق الاضطراب في العالم العربي كمراسل متجول"، فسافر الى اليمن ايام الحرب بين الجمهوريين والملكيين، "ومن طريق اليمن ابتدأت اهتماماتي الخليجية وكان الخليج منطقة مجهولة كلياً من العرب". وبدأ بتغطية الجزيرة العربية كلها ولم يقتصر على تغطية الاضطرابات العربية، بل شمل عمله بقاع العالم الأخرى، كمراسل متجول لجريدة "النهار" اللبنانية، "فكنت أول صحافي عربي وصل الى براغ واستطاع ان يدخل اليها بعد الغزو السوفياتي لتشيكوسلوفاكيا في اغسطس 1968".
كما غطى انقلاب اليونان العسكري سنة 1967، وأحداث قبرص ومناطق عديدة أخرى، وعند نشوب الحرب في لبنان سنة 1975 غادره الى لندن وانشأ هناك جريدة عربية هي "المنار" كانت اول اسبوعية عربية تصدر من أوروبا... وقبل إصدار "المنار" كان قد أصدر في لندن أيضاً مطبوعة أسبوعية بالانكليزية هي "أرابيا آند ذا جلف"، وبعد توقف "المنار"، صار يكتب لمجلة "المستقبل" التي كان يصدرها صديقه الراحل نبيل خوري.
وسنة 1986 تأسست شركة رياض نجيب الريس للكتب والنشر في لندن، وكان الكثير من كتبها مثيراً للجدل، كما أسس مكتبة الكشكول التي احتوت على 2000 عنوان. وأسس مجلة "الناقد" التي واجهت الرقابة، وبعدها مجلة "النقاد" الأسبوعية...
كتب المؤرخ والباحث فواز طرابلسي في رثائه:
كتب المؤرخ والباحث فواز طرابلسي في رثائه:
اليوم خسرت اخي ورفيق عمري، منذ ايام الدراسة، وصديقي وناشري، رياض نجيب الريّس،
الذي توفي من مضاعفات اصابته بكوفيد 19 في المستشفى.
أبكيه مع نوال وجنى وهاشم، وأتشارك في العزاء مع زوجته العزيزة فاطمة وأخيه عامر وابنه نجيب وابنته ساره وسائر عائلته.
رياض الذي لم يرد تعريفاً بشخصه أكثر من انه صحافي يتعاطى النشر، أحد آخر كبار الصحافة العربية المكتوبة التي تطوي اعلامها أمام اجتياح وسائل الاتصال الاجتماعية والإعلام الرقمي. مارس الصحافة بألوانها المختلفة وخصوصاً مغامراته في الصحافة الميدانية عبر العالم. ورياض في الدار التي انشأها، مبتدع مدرسة تجديد وخيال ودأب وجرأة في نشر الكتاب العربي. انا مدين له بالكثير الكثير لتشجيعي على التأليف وتحفيزي على النشر وملاحقتي على التسليم على الوقت.
لن تسنح لي ولمحبيه الكثر إلقاء النظرة الأخيرة عليه، لكني متأكد من أن رياض الريس، السوري-اللبناني، ساكن في قلوب كثيرات وكثيرين في هذا العالم العربي قدر ما انا متأكد من انه باقٍ في ما كتب ونشر.
أنسحب امام الصمت.
ومن مؤلفات الريس: الخليج العربي ورياح التغيير، رياح الجنوب، رياح السموم، ريَاح الشرق، صحافي ومدينتان، قبل أن تبهت الألوان صحافة ثلث قرن، مصاحف وسيوف، رياح الشمال، صراع الواحات والنفط: هموم الخليج العربي، الفترة الحرجة، أرض التنين الصغير: رحلة إلى فيتنام، وموت الآخرين شعر
ومن مؤلفات الريس: الخليج العربي ورياح التغيير، رياح الجنوب، رياح السموم، ريَاح الشرق، صحافي ومدينتان، قبل أن تبهت الألوان صحافة ثلث قرن، مصاحف وسيوف، رياح الشمال، صراع الواحات والنفط: هموم الخليج العربي، الفترة الحرجة، أرض التنين الصغير: رحلة إلى فيتنام، وموت الآخرين شعر