الخميس، 4 يونيو 2020

الدكتور محمد محيفيظ: تجربة الوباء أعادت طرح الأسئلة حول النظام الديمقراطي ونجاعته...



تغطية: علي بنساعود

أكد الدكتور محمد محيفيظ، أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، ومنسق اللجنة العلمية لمعهد ادريس بنزكري لحقوق الإنسان بالرباط، أن وباء كورونا كحدث فرصة، بالنسبة إليه، لتجدد الأسئلة والتفكير من زاوية الفلسفة السياسية في مسالة النظام الديمقراطي والإشكالات التي يطرحها...
وأكد أن الفلسفة لكي تكون وفية لموضوعاتها، يجب أن تبقى فسحة ومجالا للتفكير، للسؤال ونبش ما يبدو مستقرا وبدهيا لإثارة التفكير في قضايا قد نضيعها إذا ما انسقنا مع السائد والمروج له. 
لذلك، فإن الأهم بالنسبة إليه، هو حصر المفارقات التي يثيرها الوباء ومحاولة التفكير فيها من جوانبها المختلفة.
وأول فكرة استوقفت الأستاذ محيفيظ في عرضه الذي كان تحت تحت عنوان: "تأملات على هامش الحجر الصحي: الحريات والحياة العارية"، قدمه عن بعد، عبر موقع الفيسبوك، في إطار الأنشطة التي تنظمها جمعية "أكورا للثقافة والفنون" مساء الثلاثاء 02 يونيو الحالي، (أول فكرة استوقفته) هي أن مجموعة من النقاشات ترى أنه يجب التفكير في الإشكالات المتعلقة بالوباء لإيجاد أجوبة لما بعد الجائحة، لأن العالم، حسب هؤلاء، سيتغير ولن نبقى على ما نحن فيه... 
وردا على هؤلاء يستحضر الأستاذ محيفيظ التجارب التي عرفتها الإنسانية سابقا، مبينا أن الوباء الحالي ليس بالقوة التي تدفع البشرية إلى ان تعيد النظر في اسلوب عيشها وطريقة تدبير اقتصادها، وأن أقصة ما يمكن فعله، الآن، هو استخلاص بعض الدروس، أما إعادة النظر في أسس التفكير فلا يرى له ضرورة، مذكر ان هذا لم يقع حتى بعد الحرب العالمية الثانية.
لذلك، فقد اعتبر أن موضوعه يتعلق بإثارة بعض القضايا التي يثيرها الفكر السياسي الغربي في تفاعل مع الوباء.
وأوضح أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة ابن طفيل أن الاطلاع على النقاش في الغرب له أهميته، لأنه لا يمكننا أن ننخرط في النقاش الكوني دون متابعة ما يقع في العالم، خاصة البلدان التي تشهد نقاشا حيويا، وهو الاطلاع هو ما سيسمح لنا برفع مستوى النقاش عندما نريد مناقشة وضعنا المحلي، أما عدم الانفتاح، فسيجعلنا رهائن نقاشات تعود للقرن التاسع عشر...
وأضاف منسق اللجنة العلمية لمعهد ادريس بنزكري لحقوق الإنسان بالرباط، أن الفكر الغربي يكتسب أهميته من كونه يحتضن نقاشا حيويا امتدادا لأسئلة سايقة، وأن حالة الحجر غذت كل ذلك... خصوصا في المجتمعات الديمقراطية الليبرالية... التي دأبت على أن تجد نفسها أمام المفارقات...
وفي حالة الوباء هذه، وجدت أنظمة الدول الديمقراطية نفسها أمام حرج عبرت عنه "ميركل" حين قالت: "وجدنا أنفسنا أمام ضرورة"، كما أن أغلب رجالات العالم في هذه الأنظمة حاولوا تبرير الضرورة، وظلوا يكررون أن الحجر الطوارئ الصحية إجراءات مؤقتة ليس إلا...
وأهم المفارقات التي وجد الفكر الغربي نفسه أمامها تتمثل في: 
  • وجود الفكر الغربي نفسه أمام النازية، فتساءل:  هل نبني الديمقراطية مع غير الديمقراطيين؟ 
  • تنامي الارهاب، حيث تساءل: كيف نحافظ على الأمن والحريات الفردية والحياة الخاصة؟ 
  • اضطراره إلى سن الحجر الصحي، وما استتبعه من منع التنقل وإجراءات المراقبة والضبط والتتبع الرقمي... وهي أمور تذكر هذه المجتمعات ب big brother ; 1984 …..  وبمعسكرات الاعتقال...
وحين نتامل هذا النقاش نجد أن الأسئلة ليست جديدة وأن الأصوات المضادة للحداثة السياسية والحداثة المجتمعية موجودة دائما، تظهر وتنتعش في فترة الأزمات، وهي تذهب في انتقادها لجذر الحداثة، وتعتمد على ترويج خطاب مفاده أن ما وصلنا إليه الآن هو نتيجة للمسار الذي سلكناه، والذي هو مسار الحداثة الذي خرب العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وبين الإنسان والإنسان، وهو الذي أفرز لنا النرجسية وتنامي الفردانية وتغول الفرد. 
كما أعطانا نموذجا فاشلا وجد نفسه أمام مشكلة عجز عن تدبيرها... 
وبذلك، تعتبر هذه الأصوت أن الوباء هو تنبيه إلى أن الأرضية التي يقف عليها المشروع الحداثي أرضية خاطئة، لأن الحداثة تقوم على تصور بروميثيوسي  للإنسان، العاقل سيد الطبيعة المتحكم فيها، وفي ذاته ومصيره، يشرع لنفسه، هذا المشروع له محدوديته، فنحن أمام وباء لا نعرف عنه شيئا، ويحد الإنسان نفسه في حالة العجز، وفي النهاية المشروع الحداثي وهم.
مقابل هذه الأصوات، أشار المتدخل إلى أن هناك نقاشات أخرى لها علاقة بمحددات الديمقراطية الليبرالية، لا بأرضيتها الفلسفية...
وبخصوصها، أشار إلى أن هناك من اعتبر أن الوباء استطاع أن يبرز قوة المجتمع الدمقراطي الليبرالي رغم هشاشة الانظمة إذ لا تتوفر على الامكانيات التي يتوفر عليها المجتمع الصيني مثلا، لكنها أنظمة استطاعت أن تحقق نجاحات في التعاطي الفعال والنفعي مع الوباء. فالفيلسوف الفرنسي فرانسيس وولف مثلا اعتبر، انطلاقا من التأمل في تجربة الحجر الصحي والطوارئ الصحية، أن النظام الليبرالي الذي كان يُنْظر إليه على أنه وصل إلى الإنهاك والتفتت وتراخي رابطة المواطنة... استطاع استرجاع المبادرة...
وعمليا، يضيف الأستاذ محيفيط، كان الوباء مصدر تهديد لكبار السن، لكن، رغم ذلك، قبل نصف سكان العالم الخضوع لشروط الحجر القاسية، التي من مخلفاتها انخفاض نسبة النمو الاقتصادي، وهو انخفاض سيتضرر منه الشباب على الخصوص، لأنه سيؤدي إلى ارتفاع البطالة، ومع ذلك، قبل الناس الخضوع للشروط التي أملاها الحجر الصحي تضامنا، مع العلم أن التضامن مكون أساسي من مكونات المجتمع الحديث، وأضاف أستاذ الفلسفة السياسية أن الوباء كان فرصة ليعترف الناس بجميل فئات طالما أهملت: وعلى رأسها الأطباء والممرضونن وعمال النظافة، ويوميا كانت تقدم لهم تحية من الشرفات النوافذ... 
وبهذا فإن المجتمع الليبرالي نجح في التحدي الذي رفعه، رغم اختلاف التدابير وتباين نتائجها... سيما أن مجتمعاته انخرطت مجتمعاته في إعلان سركوسا الذي هو جزء من القانون الدولي، يؤطر القواعد التي يمكن اعتمادها في حالة مثل هذه وتفهم الناس الحد من حرياتهم وخضعوا للتقيد من أجل المصلحة العامة...


رأي ثان توقف عنده اللأستاذ محيفيظ ويتعلق بمفهوم "الحياة العارية"، وهو مفهوم ارتبط بالفيلسوف الإيطالي جورجيو أغامبين، وهو يستعمل هذا المفهوم، في أغلب كتبه، منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي، والآن أتيحت له الفرصة لتحيينه، لذلك فهو حاضر الآن بقوة في مختلف الصحف والمجلات والجرائد العالمية، عبر ما يكتبه من مقالات وما يدلي به من حوارات، علاوة عن النقاش الذي يخوضه مع فلاسفة آخرين، أمثال المفكر السلوفيني “سلافوي جيجيك” وغيره.
ولخص أغامبين فكرته في مقالة نشرها، نهاية فبراير الماضي، في جريدة "المانفستو" وكانت إيطاليا، لحظتئذ، تعيش ذروة المأساة، معتبرا أن الوباء ليس بالصورة القيامية التي يقدم بها، وأنه مبالغ فيه، والأساسي بالنسبة إليه هو: لماذا هذا التهويل؟ موضحا أن السبب هو أن مفهوم "الحياة العارية" مقولة أساسية في التدبير السياسي للدول الحديثة.
وينطلق أغامبين في تحديد مفهوم "الحياة العارية"، الذي أخذه عن ميشيل فوكو، من التمييز الموجود في اللغة اليونانية التي تعبر عن الحياة بكلمتين اثنتين هما: "زوي" و"بيوس".
وتعني (زوي) فعل العيش الذي يشمل كل كائن حي إنسانا كان أو حيوانا أو نباتا أو إلها، وهؤلاء جميعا يشتركون في فعل العيش، غير أن اليونان، منذ ذلك الوقت، كانوا يعتبرون أن الإنسان النبيل الجدير بإنسانيته، لا يمكنه أن يكتفي بالعيش فقط، بل عليه كفضيلة أخلاقية أن يسعى إلى البيوس، الذي يعني الحياة وقد اكتست أبعادا أخرى اجتماعية وأخلاقية وسياسية  وعاطفية، وروحية... وهذه الأبعاد، في نظره، هي ما يحدد معنى الحياة، ومن هنا أطروحة أغامبين التي ترى بأن المجتمع الحديث، منذ عصر النهضة، ينحو، في ما يخص تدبير السلطة، نحو تدبير السياسة الحيوية، أي تدبير الحياة بما فيها من ولادات ووفيات وجنس وسجن... بما يسمح بضبط المجتمع.
وتتلخص أطروحة أغامبين في أن المجتمعات الحالية تنحو دوما نجو جعل الإنسان يعيش "الحياة العارية"، لأنها تسهل لها ضبطه.
وعليه، فهو يعتبر أن هناك مسارا متواصلا لم يتوقف قط، بل هو يتحين الفرصة للعودة، فحسب، من ثمة، فهو يعتبر أن الإجراءات المتخذة بمبرر الجائحة (منع المطاعم والمقاهي والمساجد والجنازات...) هي مجرد هرولة تحيل الناس وتختزلهم إلى حياتهم العارية، وهي حياة غير جديرة بالحياة.
وخطورة هذا الأسلوب المحايث جوهريا لطبيعة السلطة الحديثة عند أغامبين ليست في هذه اللحظة الآنية، بل في أن الآنظمة الحديثة تجرب أساليب ضبط الناس وإحالتهم على الحياة العارية، وما جرب في الأشهر الثلاثة الأخيرة كثير من حيث جمع المعطيات والتعرف على الوجوه بواسطة الكاميرات... والشيء نفسه وقع في المغرب، حيث تمكنت السلطة من تطبيق مجموعة من الأساليب لضبط الناس.
والخطر الثاني، حسبه، هو أنه ليس هناك ضمانات أن تكون هذه الأساليب مرتبطة فقط بهذه اللحظة، وكدليل على ما يقول، قدم المتدخل نموذج قانون كانت فرنسا أقرته سنة 2017 لتعزيز أمنها الداخلي ومحاربة الإرهاب، على أساس أن ينتهي العمل به نهاية 2020، والآن، يتضح أن العمل به سيستمر، كما يُحتمل أن كثيرا من الأشياء التي جاءت مع الجائحة ستستمر بعدها، هذا هو تخوف أغامبين...
تخوف آخر لا يذكره أغامبين ولكنه وارد، إذ أن كثيرا من الآوبئة مقبلة وستكون متواترة، وستصبح حالة الاستثناء هي القاعدة، وهو ما يشكل مخاطر كبرى على المجتمع...
وأنا، وإن كنت اعتمدت مفهوم "الحياة العارية" في عنوان هذا العرض، يقول الأستاذ محيفيظ، فأنا لا أتبناه، لأنني أراه متطرفا، يمحو الحدود الفاصلة بين المجتمعات الديمقراطية الليبرالية والمجتمعات التوليتارية، بحيث لا يظهر أي فرق جوهري بينها، وهذه مسألة خطيرة من حيث نتائجها.
كما أن على أغامبين أن يفسر لنا كيف أن المجتمعات الحديثة تتحمل الكلفة الاقتصادية للحجر، والحال أنها مجتمعات رأسمالية، الاقتصاد والمردودية أساسيان بالنسبة إليها، وكيف يبرر لنا قبول هذه المجتمعات لحالة ركود اقتصادي سيستمر لسنوات، هل هذا أيضا من أجل أن تجرب ضبط الناس؟
هذا علاوة على الخفة التي طبعت مقاله الأول، حيث اتضح أن الوباء، وإن لم يكن ذا خطورة كبيرة، فهو جدي يجب أن التعامل معه بجدية...
غير أن الأهم في أطروحة أغامبين، هو أنها، في حدها الأقصى، تعطينا إمكانية التفكير في المخاطر التي تتهدد المجتمعات الديمقراطية، وهو أمر يشترك فيه أغامبين مع مفكرين آخرين يشاركونه النقاش العمومي، كالفرنسي أندريه كونت سبونفيل الذي نبه إلى أن التعامل مع هذا الوباء تم بنوع من المبالغة في اختزال الحياة الإنسانية إلى قيمة واحدة هي الصحة، مع العلم أن الصحة، حسبه، ليست قيمة أخلاقية، لكنها في العصر الحديث، تحولت إلى قيمة، وفي ذلك نوع من التخلي عن باقي القيم الموجودة في المجتمع... وقبولا بالتضحية بها وبأبعاد أخرى للحياة الإنسانية... وهو ما ينبغي الانتباه إليه...
نقطة أخيرة تتعلق بالحجر الصحي والمجتمعات الديمقراطية، وهنا أريد أن أوضح مسألة جوهرية وهي أن الديمقراطية ليست مجرد إجراءات ومساطر بل هي مناخ عام، وأنا، رغم إيماني بالحق في الاختلاف، يقول أستاذ الفلسفة السياسية، لا أتصور أن مجتمعا ديمقراطيا يمكن أن تكون فيه النساء منقبات، وهذا ليس موقفا شخصيا من النقاب أو من غيره، بل هي طبيعة المجتمع الديمقراطي التي لا يقبل ذلك، إطلاقا، وهنا أود أن أُذَكِّر بأن هناك فيلسوفة فرنسية اسمها ساندرا لوجيي، كتبت هذه السنة كتابا عنوانه "سلطة الروابط الرخوة" والأساسي في هذا الكتاب هو أنه في المجتمعات عامة هناك علاقات بين الناس، وغالبا ما تكون أهم العلاقات هي العلاقات القوية مثل العلاقات العائلية، والقرابة والعمل... وهي علاقات قوية ومتينة وممتدة في الزمان، ومتجذرة، وهي علاقات موجودة في المجتمعات الديمقراطية، غير أن هذه المجتمعات تخلق بجانبها نوعا آخر من العلاقات الإنسانية التي أسمتها العلاقات الرخوة، وهي علاقات تنشأ في لحظات معينة مثل تلك التي تنشأ في المقاهي خلال التفرج على مباريات الكرة، وما يعقبها أو يتخللها من فرح أو حزن جماعي، وهي علاقة تنتهي بانتهاء المباراة، ومثلها تنشأ في المسارح والسينمات والساحات العمومية، (السترات الصفراء مثلا كانوا يلتقون في المدارات الطرقية...) والأشخاص في حالاتنا هذه، من مشارب شتى، يلتقون حول قضية معينة... وتضيف أن العلاقات القوية تكون فيها تراتبية بينما العلاقات الرخوة تكون فيها مساواة، وهذه المساواة هي ما يسمح بقيام المجتمع الديمقراطي، لذلك فهي عنصر أساسي في هذا المجتمع، غير أنه، خلال الحجر الصحي، تم حرمان الناس من العلاقات الرخوة، التي هي عنصر أساسي يغذي الديمقراطية، وأحالهم إلى العلاقات القوية، وحصرهم فيها، والأمر ليس هينا...
وفي قضية التعليم عن بعد، الآن، هناك حديث عن تعميمها والاستمرار فيها، غير أن كل من مر في الجامعة، مثلا، يعرف أن الهدف الأساسي من الحضور إلى الجامعة ليس فقط تحصيل الدروس، بل أيضا التعايش والتجاور بين الطلبة، الذي يخلق حس المواطنة، وينمي المهارات والقدرة على الحجاج والعقلانية وغيرها، لذلك، فإننا، إن كنا سنتخلى عن التعليم الحضوري، ونكتفي بالتعليم عن بعد، فهذا سيؤدي إلى إضعاف العلاقات الرخوة، والشيء نفسه سيحدث بين الموظفين والمستخدمين، إن تم تعويض العمل الحضوري بالعمل عن بعد من البيوت، حيث سيضعف التضامن بين الموظفين والعاملين...
وهكذا، فإن تجربة الوباء والتعامل معه بقانون الطوارئ الصحية أعادت طرح الأسئلة التقييمية التي تطرحها الفلسفة السياسية، حول النظام الديمقراطي الليبرالي وإشكالاته وقيمه وقدرته ونجاعته وتفاعله...
وفي رده على تداخلات المتتبعين، اعتبر الأستاذ محيفيظ أن النظام المغربي لا يمكن اعتباره نظاما سلطويا، لأنه نظام هجين، لم تترسخ فيه بعد أسس النظام السياسي  الديموقراطي، كما أن الثقافة الديموقراطية نفسها ثقافة ضامرة.
وبخصوص تطبيق "وقايتي" الخاص بالتتبع عن بعد لفيروس كوفيد 19، أشار المتدخل إلى أن تطبيقات مماثلة طرحت في العديد الديموقراطيات الغربية، وأثارت التخوف، وأنه إذا كان الأمر كذلك في ديمقراطيات عملت منذ قرون على تحصين الحريات كألمانيا وبريطانيا وفرنسا، فما بالنا بالمجتمع  المغربي الذي مازالت نبتة الحقوق والحريات فيه هشة وواهية!؟
وأضاف منسق اللجنة العلمية لمعهد ادريس بنزكري لحقوق الإنسان بالرباط، أن الأمر يثير إشكال الحفاظ على الصحة العامة من جهة والحفاظ على الحياة الخاصة للافراد، من جهة ثانية، وأن الدول الديموقراطية تحاول إيجاد صيغ للجمع بين الأمرين، أما في المغرب، فأوضح انه رغم ما يروج من معلومات عن هذا التطبيق، وعن محدداته ومواصفاته التقنية، ومن أنه اختياري وغير ماس بالحياة الخاصة، ورغم التزام الدولة بتدمير المعطيات حال انتفاء الحاجة إليها، دعا المتدخل هيئات المجتمع المدني والمواطنين والجمعيات الحقوقية إلى اليقظة  والحذر، وتتبع الأمر بكل تفاصيله...
كما أوضح المتدخل أن من القواعد المعروفة أن الديموقراطيات الحديثة ليست محصنة ولا مستقرة بكيفية مضمونة، (مثلا صعود النازية في المانيا)، وهذا ما يثير التخوفات، فالخطر الذي تواجهه الليبرالية هو تراخي المواطنين في الاضطلاع بمسؤولياتهم، وهو الأمر الذي قد تستغله بعض الأطراف السياسية لتعصف بالديموقراطية، وهذا ما يفسر الحذر والتوجس اللذين صاحبا  إجراءات الحجر الصحي في مجموعة من الدول.

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: الدكتور محمد محيفيظ: تجربة الوباء أعادت طرح الأسئلة حول النظام الديمقراطي ونجاعته... Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top