07‏/01‏/2020

نقابي من الإتحاد المغربي للشغل يوجه رسالة الى رئيس النيابة حول حادثة سير غريبة


وجه الممثل العام لأرباب وسائقي الشاحنات الصغرى والكبرى بالمغرب المنضوون تحت لواء منظمتنا العتيدة الاتحاد المغربي للشغل ورئيس جمعية أرباب الشاحنات لناقلي البضائع بالشمال السيد إدريس اقلعي دريوش.  رسالة مستعجلة الى رئيس رئاسة النيابة العامة محمد عبد النبوي بخصوص قضية احد المهنيين بمدينة طنجة، الذي كان ضحية حادثة سير غريبة كانت زمرة من الجمارك بالطريق السيار قرب طنجة.
 وفي ما يلي نص البلاغ:

في الوقت الذي تتوجه فيه إدارتكم المركزية الى إعطاء مفهوم جديد للسلطة القضائية خصوصا النيابة العامة، بعد إصدار تعليماتكم قصد تحسين وتجويد خدمات هذا المرفق الحيوي في جهاز القضاء المغربي، والذي تتطلعون في أن يكون جهازا للدفاع عن المظلومين كما أمر بذلك جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، فإننا نرى بأم أعيننا عكس ذلك، بحيث أن جل المهنيون يتعرضون للظلم والمعاناة ولدينا جميع الحجج والدلائل القاطعة من طرف قضاة النيابة العامة في جل محاكم المملكة، رغم تلك الجهود المبذولة في هذا الشأن.
فان النيابة العامة للمحكمة الابتدائية بمدينة طنجة، ارتأت أن تسلك طريق غير الذي سطرها لها، في الملف المعروض عليها والمتعلق بملف حادثة سير جسمانية ومادية وقعت بتاريخ 13/12/2017، حينما تعرضت إحدى الشاحنات في ملك مقاولة نقل البضائع لحساب الغير منخرطة بنقابتنا وجمعيتنا المهنية، للاصطدام مع شاحنة أخرى كانت محملة بمواد مهربة قادمة من مدن الشمال، وذلك بالطريق السيار رقم 5 على مقربة من بدال اغدير الدفلة (طنجة).
هذا الملف سيدي الرئيس المحترم، رغم ظروفنا الصحية التي كانت جد متدهورة آنذاك، وبحكم مسؤوليتنا على هذا القطاع الحيوي الكبير، كنا نتابعه ونوليه اهتماما كبيرا دون التدخل أو التأثير على النيابة العامة مساهمة منا لدعم استقلاليته القضاء المغربي على ارض الواقع، بحيث ظل الملف يراوج مكانه بالمؤسسة القضائية المذكورة آنفا لمدة سنتين تقريبا، دون أن يوجد له أي حل وتم اتخاذ فيه إجراء الحفظ لمناسبتين رغم وجود أدلة قوية تثبت تورط دورية رجال الجمارك التابعة لزمرة طنجة في هذه الحادثة الخطيرة.
سيدي الرئيس المحترم، واليوم سنعرض على سيادتكم قضية واحدة من القضايا الكثيرة التي نعاني منها مع جهاز النيابة العامة، وهي واقعة غريبة جدا تعرض لها احد أرباب المقاولات العاملة بقطاع نقل الرمال ومواد البناء بمدينة طنجة، تفاصيل الحادثة منذ وقوعها بتاريخ 13/12/2017 الى يومنا هذا، بحيث في هذا اليوم كانت الشاحنة الكبرى بمقطورتها قادمة من القصر الصغير متوجهة نحو مدينة طنجة، تسير في الطريق السيار رقم 5 على مقربة من بدال اغدير الدفلة (طنجة)، فإذا بالشاحنة الصغرى التي كانت محملة بمواد التهريب تقطع الطريق على الشاحنة الكبرى، مستعملا سائقها المقطع المتواجدين قارعتي الطريق السيار دون اخذ احتياطاته اللازمة أو مبالاته بقدوم الشاحنة الكبرى المتضررة وتسبب فيها احد رجال الجمارك المسمى بوطويل أثناء مزاولة وظيفته، بتعليمات من رئيس الدورية المكونة من ستة عناصر السيد رشيد رفيقي، بحيث هذا الأخير أمر المشتكى به الجمركي بوطويل بالإشارة أثناء قيادته للشاحنة ليقوم بنصف دائرة على الطريق ( القيام بنص دورة) دون اخذ الاحتياطات اللازمة والتأكد من سلامة طريقه.
وبمجرد وقوع الاصطدام لا حظ سائق الشاحنة الكبرى تواجد سيارة من نوع مرسديس 190 لونها اسود وبجانبها ثلاثة عناصر جمركية بزيها العسكري، وبعد تلقيهم تعليمات من رئيسهم الذي كان يتولى قيادة السيارة السوداء المذكورة غادروا مكان الحادثة بسرعة جنونية.
وبعد القيام بإجراءات المعاينة من طرف فرقة الدراجات النارية للطريق السيار باغدير الدفلة وكذلك عناصر الشرطة القضائية للمركز القضائي بطنجة، تم حفظ القضية بأمر من النيابة العامة لابتدائية طنجة بحجة أن سائق الشاحنة الصغرى المحجوزة مجهول.
وبطلب من ممثل الشركة مالكة الشاحنة الكبرى المتضررة تم إخراج الملف من الحفظ لوجود دلائل قاطعة وكلفت الفصيلة القضائية لدرك طنجة من اجل التعميق في البحث والتي بعد انجازها لذلك خلصت لما يلي:
أولا، أن السيارة من نوع مرسيديس 190 لونها اسود تحمل رقم 14- أ- التي ضبط سائق الشاحنة الكبرى تواجدها بعين المكان بمجرد وقوع الحادثة هي في ملك رئيس زمرة الجمارك المسمى رفيقي رشيد، إذ تم معاينة دخولها للطريق السيار عبر بدال اغدير الدفلة بعد تجاوزها بكل قوة لغرفة الأداء دون أدائه مبلغ المرور في نفس اليوم والساعة.
ثانيا، وجود اتصالات هاتفية بين ممثل الشركة مالكة الشاحنة الكبرى ورئيس زمرة الجمارك، رغم إنكار هذا الأخير في جميع مجريات البحث والتحقيق أي اتصال بمالك الشاحنة الكبرى.
ثالثا، أن مالك السيارة مرسديس 190 رئيس الزمرة أكد للمحققين انه تزامن تواجد سيارته الخاصة بالطريق السيار مع وقت وقوع الحادثة كان يتولى سياقتها شقيقه المسمى رفيقي خليل الذي كان قد كلفه من قبل رئيس الزمرة وقتها بتنفيذ مهمة له بالقصر الصغير، غير أن هاتف المعني بالأمر تبين وقت وقوع الحادثة كان هذ الأخير أي خليل متواجد بمقر سكناه بمدينة سطات.
رابعا، الخطير في الأمر انه جاء في تصريح العناصر الثلاثة المكونة للدورية رفيقي رشيد والمساعدين التقنيين بوطويل واكريم أثناء توقيفهم للشاحنة الصغرى المحملة بالسلع المهربة بالطريق الوطنية رفض سائقها فتح أبواب شاحنته بعد أن احكم إغلاقها ثم تابع سيره في اتجاه بدال اغدير الدفلة رغم محاولتهما فتح أبوابها لكن دون جدوى، ثم قاموا بمطاردتها الى أن بلغت البدال، آنذاك توقفوا عن ملاحقتها واخبروا رؤسائهم بذلك.
غير انه في رد الخبر المضمن( ordre de service 053 ) اخبر رئيس الزمرة رفيقي رشيد رؤسائه كتابيا، بان المساعد التقني بوطويل قد ضاعت منه قبعة العمل KF داخل مقطورة الشاحنة الصغرى المحجوزة، والسؤال المطروح على النيابة العامة، هو كيف وصلت أو دخلت القبعة التي فقدها الجمركي الى مقطورة الشاحنة مادام أن سائقها احكم إغلاق البابين ونوافذهما حسب تصريحاتهم.
هذه المعلومة تقودنا الى أن المساعد التقني بوطويل هو من كان يتولى قيادة الشاحنة المحجوزة ولما قام بنصف دائرة لتغيير اتجاه سير الشاحنة المحملة بالسلع المهربة نحو مدينة طنجة وبحكم هول الصدمة وقوة الاصطدام طارت القبعة من على رأسه واستقرت بداخل مقطورة الشاحنة المحجوزة، ولإخفاء معالم الجريمة سارع رئيس الزمرة الى إعطاء أوامره لمرؤوسه قصد الركوب في السيارة والهروب بسرعة جنونية ومغادرة مكان الحادثة، ومن اجل تفادي الجزاءات التأديبية والإدارية والعقوبات القانونية.
قام رئيس الزمرة برد الخبر على رؤسائه على كون المهمة أنجزت بدون مشاكل وفي جوي عادي، وان تدخلهم كان تدخل قانونيا وإداريا وان الدورية كانت متكونة من 6 عناصر وان وسيلة النقل كانت سيارة المصلحة نيسان رباعية الدفع، وإذا ما تم العثور على قبعة الجمركي بوطويل داخل المقطورة الشاحنة المحجوزة، فانه سيكون قد اخبر رؤسائه.
خامسا، لماذا تم فقط الاستماع الى رئيس الزمرة والمساعدين التقنيين بوطويل واكريم ولم يتم الاستماع الى باقي عناصر الدورية الثلاثة، مادام انه يصرح على كون الدورية كانت مكونة من 6 عناصر، وأمر المصلحة 053 اكبر دليل على ذلك.
السبب واضح، فاصلا أن العناصر الثلاثة التي لم يستمع إليها من طرف الفصيلة القضائية هي لم تكن حاضرة في المهمة، لهذه الأسباب سيدي الرئيس المحترم، نلتمس منكم إعطاء تعليماتكم للنيابة العامة لابتدائية طنجة من اجل الاستماع إلى باقي عنصر الجمارك الثلاثة.
سادسا، إن تصرف رئيس الزمرة بهذه الطريقة ما هو إلا محاولات منه تجنبه وعنصري الزمرة وكذا رؤسائه المباشرين بطنجة أي متابعة إدارية وقانونية، لذا سيدي الرئيس المحترم، فان تصريحات الشهود الذين عاينوا الواقعة وتواجد سيارة من نوع مرسيدس لونها اسود التي في ملك رئيس الزمرة المسمى رفيقي رشيد في مكان لوقوع الحادثة.
وعدم أدائه لواجب المرور ببدال اغدير الدفلة وتجاوزها قمرة الأداء بعنف والاتصالات الهاتفية التي دارت بين رئيس الزمرة وممثل الشركة المشتكية مالكة الشاحنة الكبرى المتضررة من الحادث، وتحايل شقيق رئيس الزمرة المسمى خليل على القانون وادعائه سياقة سيارة أخيه وقت الحادثة رغم انه كان متواجدا وقت الحادثة بمدينة سطات، وهذا بوسائل الإثبات العلمية والتقنية.
وكذلك تصريح المساعد التقني بوطويل فيما يخص تواجد قبعة العمل الخاصة به داخل مقطورة الشاحنة المحجوزة التي تدل على انه هو من كان يقود الشاحنة المحجوزة المذكورة، والدليل على ذلك تصريحه بضياع قبعة العمل داخل المقطورة.
وبما أن النيابة العامة لابتدائية طنجة بررت حفظ لملف القضية مرتين الى كون سائق الشاحنة المهربة ظل مجهولا، فان السائق الذي كان يتولى قيادة الشاحنة هو من ترك قبعة العمل KF داخل مقطورتها، والذي لن يكون سوى المساعد التقني بوطويل.
كل هذه الدلائل القاطعة بالتصريحات الشفوية والكتابية والخبرة التقنية والعلمية تؤكد تورط عناصر زمرة الجمارك الثلاثة رفيقي رشيد رئيس زمرة بوطويل واكريم مساعدين تقنيين في وقوع الحادثة، مما يجعلنا كجهاز وصي على قطاع مهني حيوي بالمملكة، نلتمس منكم سيدي الرئيس النيابة العامة المحترم، إعطاء تعليماتكم قصد إجراء بحث نزيه من طرف المفتشين للوقوف على كل الملابسات وحيثيات القضية.
وللتذكير فقد سبق لمالك الشاحنة المذكورة أن توجه الى قسم الشكايات المتواجد برئاسة النيابة العامة وتقدم بشكايتين في الموضوع، آخرها كانت بتاريخ 17/12/2019 والمسجلة تحت عدد 12493/380/2019، لكن دون جدوى، مما جعله يقرر التوجه الى هيأتنا النقابية وجمعيتنا المهنية لتراسلكم في الموضوع كممثل لهذا القطاع الحيوي الكبير بشمال المملكة.
إننا سيدي الرئيس المحترم، لنؤكد لكم كممثلين لقطاع النقل وكمهنيين وكسائقين وكأرباب الشاحنات على انه في صلب قناعتنا جميعا، أننا نحترم القضاء المغربي ونفتخر به، لكن عندما نشتكي منه فإننا نحاول إقناعه وتوضيح  بعض الحقائق 
له حتى يسهل عليه أداء مهامه النبيلة.
فهذه الواقعة سيدي الرئيس المحترم، يتحمل مسؤوليتها رجال الجمارك وعلى رأسها الإدارة العامة للجمارك التي عوض أن تسخر عناصرها للحفاظ على أرواح وممتلكات المغاربة المخلصين لوطننا العزيز، فقد سمحت لشرذمة من أعوانها إلى غير ذلك، مثل عناصر هذه الدورية التي توصلت بإخبارية تتعلق بشاحنة صغيرة محملة بسلع المهربة وليس محملة بشيء أخر حسب ما جاء في تصريحات رجال الجمارك، والتي خرجت لتنفيذ المهمة، لكن إدارة الجمارك سيدي الرئيس المحترم، لا يمكن أن تسمح أو تجبر مسئولي وحداتها ورجالها على مخالفة القانون أو إلحاق الضرر بجميع مستعملي الطريق من اجل إيقاف الشاحنات المخالفة أو المشكوك في أمرها أثناء السير والجولان خصوصا في الطرق السيارة مثل هذه العملية القاتلة، لإيقاف هذه الشاحنة وتسببوا في حادثة سير خطيرة وألحقوا أضرار مادية ومعنوية جسيمة بأحد المهنيين من مستعملي الطريق.
لهذه الأسباب، نرجو منكم سيدي الرئيس المحترم، إعطاء تعليماتكم للجهات المعنية بالتدخل من اجل إعادة تعميق البحث لرفع الظلم عن الشركة المشتكية وإحالة ملف القضية على المحكمة، مادام هناك طرف مشتكي يطالب بمبالغ مالية كتعويض عن الأضرار المادية التي لحقت به.
وفي انتظار توصلكم بهذه الرسالة المستعجلة وما ستقدمون عليه من فعل، تقبلو منا سيدي الرئيس المحترم أسمى عبارات التقدير والامتنان.


توقيع:
الاتحــاد المغربــي للشغـــل
نقابة أرباب وسائقي الشاحنات الصغرى والكبرى
لولاية جهة طنجة - تطوان

طنجة، في 07 يناير 2020
  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: نقابي من الإتحاد المغربي للشغل يوجه رسالة الى رئيس النيابة حول حادثة سير غريبة Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top