“فضيحة الشيخ محمد” هو عنوان مقابلة حصرية للزوجة الأولى لحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مع صحيفة صانداي تايمز، أرفقتها بعناوين أخرى مثيرة: “طفلتنا أصبحت الآن في الأربعينيات، والأمير ما زال يمنعني من الاقتراب منها”.
وجاء عنوان آخر في اللقاء الذي أجرته لويز كالاغان، مراسلة الصحيفة في الشرق الأوسط: “الزوجة الأولى لأمير دبي تقول إنها طردت من البلاد حين انتهى زواجها في سبعينات القرن الماضي، ولم تر ابنتها منذ ذلك الوقت”.
في هذا اللقاء تروي اللبنانية رندا البنا قصتها وظروف زواجها من حاكم دبي، ثم طلاقها، ومنعها من رؤية ابنتها طوال عقود
وفي هذا اللقاء تروي اللبنانية رندا البنا قصتها وظروف زواجها من حاكم دبي، ثم طلاقها، ومنعها من رؤية ابنتها طوال عقود. وتقول الصحيفة إن البنا عندما التقت بالأمير لم يكن لديها أي فكرة عنه أو بلده. وكان ذلك في عام 1972 ولم تكن قد تجاوزت الـ16 من عمرها، حيث طردت من مدرسة الراهبات في بيروت بعدما فضحت الراهبات بالشقاوات التي عرفت بها. وبدلا من ترديد التعاليم الدينية كانت تقضي وقتها على الشاطئ في بيروت وترقص في النوادي الليلية على أنغام بي جيز.
وكانت البنت اللبنانية المرحة في حفلة، حيث قدمت للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أمير دبي، الإمارة الصحراوية الغنية التي لم تسمع بها.
وبعد لقاءات قصيرة تزوجا وبدأت حياة في واحدة من أغنى العائلات بالخليج من السفر المستمر وحفلات النوادي الليلية في نوادي لندن وشرب الشمبانيا. ولكن البنا عادت بعد أربعة أعوام من رحلاتها مطلقة وبدون مال وأجبرت على ترك ابنتها. وهي الآن في سن الـ64 عاما ووافقت لأول مرة على أن تروي قصتها مع شيخ دبي الصديق المقرب من الملكة إليزابيث الثانية، والذي يحضر بشكل منتظم سباقات الخيل في أسكوت. وكانت حياة البنا مثيرة بكل المعايير، وبعد زواجها من واحدة من أغنى العائلات المالكة في الشرق الأوسط، هربت واختطفت وأجبرت على الزواج من مقاتل في الحرب الأهلية اللبنانية.
وتحدثت البنا مع “صانداي تايمز” في غرفة بفندق في لندن، حيث تحدثت عن تعاستها، وكشفت أنها حاولت ولسنوات طويلة الاتصال مع ابنتها منال التي دخلت في سن الأربعين. ووصفت الشيخ محمد بأنه “رجل غير سهل، فهو عنيد لو تغير. وقررت الابتعاد واتخذت قراري، لا أستطيع رؤية منال الآن ولا أعرف شكلها، لا أعرف ولا يسمح لي لأنني من اختار الفراق ولهذا كان عقابي ألا أراها”. وتضيف البنا: “لقد حرمني (الشيخ محمد) من رؤية ابنتي والتمتع بأحفادي، ولم يعطني فرصة للعودة ورؤية أحفادي ومدرستهم. وهذا ليس عدلا، كل هذا لأنني قررت الانفصال وأن أكون حرة. وتتساءلين عن الحرية التي كنت أريدها، أنظري ماذا كلفتني”. وتحدثت عن تعرضها للضرب من شخص مجهول كاد يقتلها عندما سافرت سرا لحضور زفاف منال ولا تزال تحمل آثار الهجوم.
كشفت أنها حاولت ولسنوات طويلة الاتصال مع ابنتها منال التي دخلت في سن الأربعين. ووصفت الشيخ محمد بأنه “رجل غير سهل”، فهو عنيد
وتعلق كالاغان بأن ما تقوله البنا يأتي في ضوء خروج القصص من بيت آل مكتوم الذي يحيط نفسه بجدار من السرية بما في ذلك معركة لحضانة ولديه من الأميرة هيا بنت الحسين في محاكم لندن. وظلت البنا صامتة طوال هذه السنين على أمل السماح لها برؤية ابنتها التي أصبحت مشهورة وتزوجت من الشيخ منصور، نائب رئيس الوزراء في الإمارات. وقررت الخروج عن صمتها عندما سمعت قصص الاختطاف والانتهاكات التي تعرضت لها ابنتاه شمسة ولطيفة، وهما ابنتاه من زواج آخر وحاولتا الهرب. ويعتقد أنهما الآن تحت حراسة مشددة لمنع هروبهما من جديد. وتقول الصحيفة إن الشيخ محمد رفض من خلال ممثليه التعليق على التقرير الصحافي.
وتقول الصحيفة إن البنا اليوم في حالة صحية سيئة وتخشى أن تتعرض هي أو أولادها من زواج آخر إلى انتقام بسبب كشفها عن أسرار علاقتها مع حاكم دبي. وقضت العقود الماضية وهي تعد مذكراتها التي تأمل بنشرها. وأكثر من هذا، فهي تريد أن تعلم ابنتها أنها تحبها وأن قرار ابتعادها عنها طوال السنين لم يكن قرارها. ففي عام 1972 كانت الأمور تبدو مختلفة. فقد فرحت البنا بطردها من مدرسة الراهبات حيث كانت تجبر على الركوع عقابا على رقصها في حفلة زفاف صديقتها.
وقالت: “كان لبنان سويسرا الشرق الأوسط” و”كانت الحياة مرحة وسهلة على الشاطئ”. وفي حفلة رقص أوقفها شاب، قائلا إن حاكم دبي يريد الحديث معها. ولم تهتم، فهي ابنة السياسي اللبناني باسم الشيخ، “وقلت لو أراد الحديث معي فعليه أن يأتي وأريد الرقص وأنت تزعجني”. وبعد فترة قصيرة جاء الأمير للحديث معها، ثم جاء بعد أيام مع حاشية كبيرة لطلب يدها من والدها. ولم تكن عائلتها متأكدة في البداية، ولكنها وبعد محادثات عبر الهاتف وقعت في حبه. وتم عقد النكاح وتغيرت حياتها للأبد.
وتقول: “كان طيبا وكان وسيما في ذلك الوقت، لا أعرف.. كنت.. كنت غبية وعشت حياة لم أكن أعرف أنها موجودة” و”بالنسبة لفتاة في عمري كان هذا شيئا كبيرا”. وعاش الزوجان فترة في لندن قبل السفر إلى دبي، التي لم تعجبها، والحياة البدوية التي التصق بها زوجها. وكان يكتب أشعارا باللغة الفصحى التي لم تكن تفهمها، وأصرت عائلته على تغيير اسمها الذي قالوا إنه أوروبي وأسموها هيفا. و”عندما عدنا إلى بلده، قال هل هناك مشكلة؟ قلت، ماذا تعني؟ لا شيء، كانت صحراء”، وكانت صراحتها مزعجة له: “لم أستطع إخفاء ما بداخلي، لم أكن أعتقد كما تفكرين “أنت تتحدين الأمير” وعليك التأدب”.
تقول الصحيفة إن البنا اليوم في حالة صحية سيئة وتخشى أن تتعرض هي أو أولادها من زواج آخر إلى انتقام بسبب كشفها عن أسرار علاقتها مع حاكم دبي
رغم الخلافات الثقافية فقد كانا يحبان بعضهما البعض، وشاركا في حفلات ببيوت الأصدقاء وفي الفندق الوحيد في دبي. وعندما اكتشفت أنها حامل كان عمرها 18 عاما وكانت سعيدة عندما أنجبت طفلة. وفي أثناء زيارة للعائلة بعد ولادة منال علمت بخبر حطمها وله علاقة بالشيخ محمد، الذي أنكره ولكنها أصرت على الطلاق. وحتى الآن لا تعرف ماذا حدث، وفي تلك الفترة كانت شابة وغاضبة، ولهذا عادت إلى بيروت ومنعت من إحضار ابنتها التي كان عمرها خمسة شهور.
وتقول: “كان صعبا جدا وخسرت عائلتي ورفضت الحديث مع أي منهم. وخسرت بيتي وابنتي وخسرت كرامتي وكل شيء ودفعت ثمن الحب”. حدث كل هذا في وقت كان لبنان ينزلق نحو الحرب الأهلية، وفي يوم كانت تمر عبر حاجز، اختطفت وأجبرها خاطفها “الوسيم جدا”، قائد ميليشيا، على الزواج منه. وعاشت معه حياة تراوحت بين الصخب والقسوة، وأنجبت له ولدين وأطلق الرصاص عليها مرة لأنها وضعت رجلها على الطاولة. وفي مرة قص شعرها الطويل لأن رجلا آخر أثنى على جمالها. وكلما طلبت الطلاق منه أخبرها أن الطريقة الوحيدة للطلاق هي الكفن. و”كان يلوح بورقة 60 ليرة، ويقول هذا هو ثمن طلاقك وهذا ما سيكلفني لدفنك”.
وبعد نهاية الحرب الأهلية عام 1990 انتقمت من زوجها وأخبرت السلطات عن كمية من الأسلحة حيث داهمت المكان واعتقلته. وسمح لها مقابل المعلومات بالخروج الآمن مع ولديها إلى إيطاليا حيث تعيش هناك. وفي الطريق إلى المطار توقفت عند السجن وأخبرت الحرس أنها تريد زوجها و”عندما حضر أخرجت ورقة 60 ليرة ورميتها قائلة هل تريدها، ربما كنت بحاجة لها” واغتيل بعد سنوات. ودفع الشيخ محمد تكاليف طلاقها من زوجها الثاني، وطلبت رؤية ابنتها ولكنه وعد دون تنفيذ. وتقول: “ظللنا على اتصال لأنني كنت أريد السؤال عنها. وكان يتعلل بالقول: “سأحضرها وسترينها في الكريسماس في هارودز ثم يعود ويقول لن نستطيع، اتركيها للإيستر وللعيد، وعود ووعود وتمضي الحياة”.
وتقول إن الشيخ أعطاها صورة لمنال وهي طفلة وهي الصورة الوحيدة لها، إلا أنها اكتشفت أن الصورة ليست لها بل لواحدة من طفلاته. وفي عام 2000 سافرت إلى دبي مع صديقة إيطالية وطلبت رؤية ابنتها ووافق وأعطاها عنوانا وطلب منها ارتداء أحسن ملابسها. في تلك الليلة ذهبت إلى مناسبة استعراض للطيران في دبي حضرها آلاف الأشخاص. و”عندما قلت أين هي؟ قال في الداخل، أريد أن أعرف غريزة الأمومة”. ولم تتعرف عليها بين مئات النساء حيث استنتجت أنها ليست موجودة، وغادرت دبي في اليوم التالي ومنعت من دخولها منذ ذلك الوقت. و”هل تعرفين سبب منعي؟ تهديدي للأمن، أنا والدة ابنته، تخيلي”.
ولكنها لم تتخل عن محاولاتها، حيث حاولت عام 2005 وكانت ستسافر متخفية في حاشية أميرة سعودية ولكنها تعرضت لهجوم في بيروت قبل يوم واحد، عندما ضربها شخص بعصاة بيسبول. ونقلت إلى المستشفى بكسور خطيرة وعندما أفاقت كان الشيخ إلى جانبها وعرض دفع فاتورة العلاج. وعندما قالت: “ماذا عملت لكي تؤذيني أجاب أنها مجنونة ولن يفكر بعمل شيء كهذا”.
وفي الوقت الذي كانت فيه قصة البنا تدور، هربت ابنة الشيخ البالغة 20 عاما من بيته الكبير بمقاطعة ساري وألقي القبض عليها وأعيدت إلى دبي. ولم يسمع الكثير عنها إلا عندما حاولت شقيقتها لطيفة الهروب في آذار (مارس) 2018 بمساعدة مدربتها الفنلندية على متن سفينة وألقي القبض عليها قبل أن تصل ساحل الهند.
وتقول البنا إنها بكت عندما قرأت قصة لطيفة: “لقد فعل نفس الشيء لي” و”عندما ظهرت قصة لطيفة أرسلت له رسالة هاتفية وقلت له أنت أب وهي قطعة منك ولا يمكنك عمل هذا لها” ولم يرد أبدا. وشكر ديفيد هيغ الذي يمثل لطيفة البنا الأسبوع الماضي: “ستشعر لطيفة بالفرح عندما تسمع أن الكثيرين من أفراد عائلتها يتحدثون عنها ويطالبون بحريتها”. وتقول البنا: “ماذا فعلت لكي تتم معاقبتي بهذه الطريقة” ولو “سمحوا لي برؤية ابنتي لدفعوا كل شيء، وكل ما أريده هو أحضنها بين ذراعي”.