وكان فيكس يتلقى العلاج في مدينة فاس.
ويعتبر فيكس من أشهر الشخصيات في المنطقة، عرف بمرحه وعشقه الجنوني للموسيقى. يعرف معظم أهالي تنجداد . وكان الناس يتعاطفون مع وضعه الخاص.
درس بثانوية الحسن الثاني بمدينة تنجداد في ثمانيات القرن المضي. وكان حينها يافعا يتمتع بحيوية وطموح كبيرين لكن سلطة المؤسسة ودكتاتورية الحراس العامين كالدامو والرامي وبغي وغيرهم عجلت بمغادرته مقاعد الدراسة جراء حصص مؤلمة من الضرب المبرح . وخرج الى الشارع مكرها وظل تائها لعقود لا يلو على شيء.
لذلك يمكن القول أن فيكس واحد من ضحايا النظام التربوي بالمغرب.
أقول هذا وأنا شاهد على قصة فيكس مع قسوة مؤسسة المدرسة في عهد سنوات الرصاص التربوي. لقد بلغ العنف مداه الى درجة أن أحد ضحاياه من التلاميد، وهو إبن حارس الثانوية، تعقب أحد الحراس العامين وقتله في منطقة أنيف. وآخر ضرب أحد الحراس العامين وهشم أسنانه ونظارتيه الطبيتين،وهرب من الثانوية وأصيب باضطراب نفسي جنوني الى اليوم.
لقد عاش فيكس على الهامس ومن أجل الهامش، وضمير من دفعه للغرق في صديد الهامش لا بد أن يوخزهم إن بقيت فيه ذرة حياة.
نعم كان FIX مدمنا ..نعم كان مشردا..ولكنه كان شاهدا على العصر. وكان ضحية تحتج بطريقتها على التهميش والإقصاء وعنف المجمع والمدرسة.
رحمة الله على فيكس الذي أيقض رحيله أوجاعنا، وأعادنا الى مرحلة شبابنا الأول، وأعطانا اليوم الطاقة لنفضح بعض أعطاب المدرسة الديكتاتورية في مغرب الثمانينات من القرن الماضي. ونحذر من استمرار بعض مظاهرها المقيتة.
اسماعيل طاهري