كشف عبد الحق الخيام رئيس المكتب المركزي للأبحاث القضائية أنه لم يطلع على نسخة من تقرير وزارة الخارجية الامريكية حول اوضاع حقوق الانسان بالمغرب.
وقال إنه اطلع على مضامين التقرير في وسائل الإعلام خصوصا الحالات التي سبق له ان أشرف على التحقيق فيها عندما كان رئيسا للفرقة الوطنية للشرطة القضائية.
هذا التصريح جاء في حوار للخيام مع جريدة المساء، في صفحتين، نشرته اليوم الأربعاء 25 ماي.
ووصف الخيام تقرير الخارجية الامريكية بالتافه والذي لن يؤثر على التنسيق الأمني بين المغرب وأمريكا في مكافحة الإرهاب.
وأضاف الخيام أن التنسيق الأمني مع إسبانيا في مستوى عال جدا إنما هو منعدم مع الجارة الجزائر لكون الجزائر.
وانتقد الخيام الجزائر التي تحمي وتدعم انفصاليي البوليزاريو الذين يحتجزون مغاربة في تندوف. واتهم الخيام البوليزاريو بدعم الارهاب. مشيرا الى أن تحريات مركز الابحاث القضائية المنجزة اخيرا اكدت علاقة بعض عناصر خلايا الشبكات الإرهابية مع البوليزاريو.
وقال الخيام أن توسع داعش في العراق وسوريا وليبيا. وانتشار السلاح بعد سقوط نظام القذافي وصراع الفرقاء اليبيين حول السلطة، دفع بالمغرب الى الرفع حالة التأهب . ولكنه رفعها مؤخرا الى الدرجة القصوى خصوصا بعد اعتقال ارهابي من دولة التشاد بطنجة.
واعتبر الخيام أن التركيز على دور الأسرة وإعادة النظر في المقررات الدراسية سيساهم محاربة الإرهاب من جذوره. بالإضافة طبعا الى الجهود التي تقوم بها مختلف الأجهزة الامنية وتعاون المواطنين.
واعتبر المسؤول الأمني أن المغرب يتبنى مذهبا مالكيا معتدلا بعيدا عن التطرف عكس ما عليه الحال في بعض الدول الأخرى . كما أن البيعة السنوية للملك كامير للمؤمنين وإنشاء المجلس الاعلى للعلماء وإعادة هيكلة الحقل الديني ساهم في الحد من التطرف. كما ان الاجهزة الأمنية خضعت لإعادة هيكلة بعد تفجيرات الدار البيضاء سنة 2003.
في هذا السياق، اوضح الخيام ان المكتب المركزي للأبحاث القضائية فكك29 خلية إرهابية خلال سنة.
وحول التعاون الدولي اكد الخيام ان المعلومات التي قدمها المغرب الى فرنسا وبلجيكا ساهمت في القبض على بعض المتورطين في أحداث بروكسيل الأخيرة.
واوضح الخيام ان استراتيجية داعش بالاعتماد على خلايا نائمة في المغرب مكونة من مغاربة خضعوا لتدريبات شبه عسكرية خارج البلاد فشلت في زعزعة استقرار المغرب. لذلك اخذت داعش تتجه نحو استرتيجية جديدة تعتمد على تجنيد أجانب لتشكيل خلايا ارهابية بهدف زعزعة استقرار المغرب. ودليل ذلك هو الارهابي القادم من التشاد والذي كان يستهدف ضرب مواقع سياحية وكازينو واغتيال شخصيات عسكرية ومدنية في الرباط وطنجة والدار البيضاء. واستهداف تمثيلية دبلوماسية غربية. والذي تم اعتقاله بعد شروعه في صنع أحزمة ناسفة واستعداده لربط علاقات مع مغاربة لتأسيس إمارة داعش شرق المغرب.
وإذا كانت مهمة الجهاز الذي يرأسه السيد عبد الحق الخيام هي جمع المعلومات فكيف يسمح لنفسه بعدم الإطلاع على المعلومات الواردة في تقريروزارة الخارجية حول اوضاع حقوق الإنسان بالمغرب؟
فالمعلومات الواردة في التقرير معلومات مهمة وهي تعبر عن موقف الحكومة الأمريكية ويصعب على مسؤول كبير أن يصفه بالتافه. وهو التقرير الذي تسبب في تأزيم العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة. وبسببه تم استدعاء السفير الأمريكي بالرباط الى مقر وزارة الخارجية لأول مرة .
ومن خلال الفيديو الذي بثه التلفزيون الرسمي المغربي بدا السيد ياسين المنصوري رئيس جهاز المخابرات "لادجيد" متجهما خلال اجتماع كاتب الدولة في الخارجية السيد بوريطة مع السفير الأمريكي السيد هيكل. مما يؤكد أن التقرير يتضمن معطيات أغضبت أعلى هرم السلطة في المغرب. كما أن مختلف وسائل الإعلام الرسمية شنت هجوما على مضامين التقرير والولايات المتحدة الأمريكية مستحضرة موقف الإدارة الامريكية الأخير من قضية الصحراء.
والسيد الخيام يعرف أن العلاقات بين المغرب وأمريكا كانت جيدة طيلة العقود الأخيرة. كما ان المغرب تعرض للإرهاب في 2003 لانه ساند امريكا بعد احداث11 شتنبر 2001 حسب تحليل السيد الخيام نفسه في الحوار ذاته.
طنجة: إسماعيل طاهري