27‏/07‏/2016

رأي فضاء البوغاز: خيمة الإبداع تسقط على الشاعر المغربي الكبير محمد بنيس بموسم أصيلة


كرم موسم أصيلة الثقافي في دورته 38 لسنة 2016 الشاعر المغربي الكبير محمد بنيس. وبذلك سيضاف بنيس الى قائمة المثقفين الذين باعوا شرف الثقافة في سوق النخاسة.
ولا أحد يجادل في مكانة بنيس الشعرية ولكنه من المثقفين الذين كان لهم حضور متميز على مستوى ثقافة التنوير ومناهضة الاستبداد والفساد ورموزه خلال عهد الحسن الثاني. 
لا أحد يجادل في القيمة الرفيعة للدرس النقدي لمحمد بنيس من خلال كتابه الشهير حول الشعر المغربي الحديث وباقي دراساته القيمة. ولكن الشعر والنقد شيء والسلوك الانتهازي شيء آخر.
فقبوله المشاركة في مهرجان يروج لثقافة الرجعية والتخلف والاستبداد قد ينقص من القيمة المضافة لمحمد بنيس وسيجر عليه وابلا من النقد لطالما تتبع مثيلا له في حالة محمد الاشعري او سالم حميش أو المهدي أخريف. وكل المثقفين الإنتهازيين الراقصين على جراح سكان مدينة أصيلة الغارقين في التهميش والتجهيل وبرك البراريك وقلة الرواج الإقتصادي وانعدام فرص الشغل.
وقد سبق لبنسالم حميش أن شاهد بأم عينيه روايته تحرق في الشارع العام وأمام الملإ. وكان حينها وزيرا للثقافة عندما استضافه منتدى بنعيسى في منتداه. ففي الوقت الذي كان حميش مبتهجا بتوقيع روايته المعنونة "مجنون الحكم" الفائزة بجائزة البوكر داخل مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية عمد ناشطون ومثقفون على حرقها أمام باب المركز.
لا أحد يجادل في الفيمة المضافة لمحمد بنيس كناشر/ مدير دار توبقال للنشر لكنه في السنين الاخيرة صار منشغلا بصفقات دعم وزارة الثقافة لنشر كتبه الى جانب ناشرين آخرين جشعين ولا يهمهم الا قيمة الدعم الموجه لكتب في الأغلب لايقرؤها أحد.
لا أحد يجادل ، كذلك، في القيمة الثقافية لمحمد بنيس كمؤسس لبيت الشعر والمهرجان العالمي للشعر ولو أنه غادر سفينة بيت الشعر فإن بصماته لازالت بادية على عمل البيت وادعائه تنكره له معتقدا أنه أصل تجاري مسجل في إسم عائلة بنيس.
ومن حق بنيس كشاعر أن يرتاد الفضاءات المخملية التي لا توجد في مجتمع متخلف الا بين أسوار دار السلطان وأزلام من خدام الأعتاب. ومن المفترض أن يكون الشاعر مجنونا في التعامل مع الكتابة الشعرية. ويقوم بتوظيف الانزياحات وكل اللغات الشعرية وتنظيراتها المختلفة ويخرق كل القوانين والأنظمة اللغوية والمجتمعية والتخييلية ويرفض كل ما هو نمطي ومستهلك ومنسق. وليس مطلوبا فيه أن يكون إنسانا نبيلا، فالنبلاء أنفسهم لا يكونون كذلك الا على حساب حقوق الآخرين ومعاناتهم وآلامهم بحق أو بغر حق.
لهذا يمكن القول أن موسم أصيلة الثقافي صار مؤسسة لإخصاء المثقفين المغاربة ذوي النزعة اليسارية وقطع شعرة معاوية التي تربطهم بمجتمعهم. وأضحوا يقولون شيئا ويفعلون شيئا آخر ويكتبون شيئا آخر إنهم"المنافقون" بالمعنى الديني"الذين يقولون ما لا يفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" صدق الله العظيم
لقد سقطت خيمة الإبداع على محمد بنيس كما سقطت على المهدي أخريف وعبد الكريم غلاب ومحمد الأشعري وبنسالم حميش..وغيرهم.
"ولن يحتفي الموت بغير الموت" كما قالت ذات قصيدة لمحمد بنيس في ديوانه"هبة الفراغ"

إسماعيل طاهري




  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: رأي فضاء البوغاز: خيمة الإبداع تسقط على الشاعر المغربي الكبير محمد بنيس بموسم أصيلة Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top