08‏/12‏/2015

برج طنجة الحزين

هدم برج ”البلايا” بطنجة يثير جدلا واسعا وفعاليات تكتفي بالتنديد فايسبوكيا‎
منترة البلايا أثناء عملية هدمها
خلال نقاش مع احد موثقي طنجة أسهب الرجل في سرد مظاهر غياب البعد الثقافي في التهيئة الحضرية بطنجة، وعرج على مصير قاعات السينما. وتوقف عند نفق المكتبات العمومية المظلم، وزدته بغياب مهرجان ثقافي بالمدينة وأمطرته بوابل من الحاجيات التي تحتاجها طنجة. ونسيت أن أذكره بتقرير البنك الدولي الذي أشاد بالدور الإقتصادي البارز لطنجة... وطالبت من خلال نقاشنا بضرورة إحداث كلية للآداب في طنجة. وذكرته أنه لا يمكن لطالب باحث أن يبادر من تطوان أو فاس أو الرباط لانجاز بحث حول تاريخ طنجة أو أدبها أو شعرها أو مظاهرة عراقة الحضارة والتراث الممتد عبر تاريخها الطويل. ، ولو كان هذا الطالب من مواليد طنجة.
لهذا فجل الكتابات حول الجانب الثقافي لطنجة قام بها كتاب أجانب ممن زاروها وافتتنوا بجمالها وضوئها البارق. ولازالت كتابات بول بولز أو شكري ماثلة لكن الابحاث الجامعية على مستوى شهادة الإجازة في التاريخ أو الجغرافية أو علم النفس أو مختلف أجناس الابداع فهي غائبة أما بحث لنيل الدكتوراه حول هذه المجالات فلا علم لي بوجودها ما أسمعه يوميا هو حصول طلبة بكلية العلوم الإقتصادية ومدارس التجارة والتدبير العمومية على شهادات الماستر والدكتوراه الوطنية في مجالات البيع والشراء والتجارة والتدبير والربح السريع.
لهذا لم يفاجئني إقدام السلطات على تدمير برج شاطئ طنجة اصباح السبت 6 دجنبر2015 كما هدمت قبل سنوات سجن الغندوري التاريخي.
جميل أن تتقدم طنجة اقتصاديا وان تحظى بعناية"المبادرة الوطنية للتنمية البشرية". لكن الأجمل أن يتم الاعلان عن انشاء كلية للآداب حتى تتمكن السلطات المحلية من الابتعاد عن"قلة الأدب" في التعامل مع تراث مدينة هو ملك للإنسانية.
ونهمس في آذانهم أن مسرح الحداد شبه معلق ودار الشباب مسنانة مغلقة واسبانيا تنازلت عن معلمة مسرح سيرفانطيس وكل المكتبات الصغيرة التابعة لوزارة الثقافة مغلقة وتعشش فيها الجرذان.

بقلم اسماعيل طاهري
  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: برج طنجة الحزين Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top