31‏/03‏/2015

أصيلة ..نكسة نتائج الاحصاء والمشروع الديمقراطي

خيبت نتائج الاحصاء الاخير امال قطاع عريض من الطبقة السياسية بأصيلة بعدما لم يتجاوز عدد سكان المدينة 31 ألف نسمة وهو رقم لم يبلغ 35 او 32 الف نسمة المرجح اعتماده في الانتخابات الجماعية المقبلة في شتنبر المقبل كشرط لاعتماد الإقتراع باللائحة.
والحال ان عدم اعتماد اللائحة سيجعل المنافسة الانتخابية تميل الى صف المحافظين والمتحكمين سيطرتهم على الحياة الجماعية لعدة عقود.
والسؤال المطروح هو ما مدى استعداد الطبقة السياسية التي تناشد التغيير لهذا المستجد الذي مثل كابوسا حقيقيا يجعل الحنق يصل الى اوصال مختلف التنظيمات السياسية التي يدأت شرارة الدعوة الى عدم المشاركة في الانتخابات تصل الى مناضليها ومحيطها النضالي.
لهذا يمكن المجازفة بالقول ان معارضي محمد بنعيسى بالمدينة تجرعوا نتائج الاحصاء الاخير للسكان والسكنى بمرارة غير مسبوقة رغم أن رد فعل رسمي من هذه الأحزاب لم يصدر  لحد الآن. 
والمطلوب اليوم هو توسيع دائرة النقاش السياسي بين مختلف اطياف النسق السياسي المحلي للبحث عن انجع السبل لتشكيل جبهة محلية قوية لاتخاذ موقف تاريخي من تداعيات نتائج الاحصاء على العملية السياسية بمدينة أصيلة.
وقد تكون هذه الدعوة سهلة من الناحية الأدبية لكن واقعيا وموضوعيا فالنقاش العمومي يجب أن يصل الى مداه وينظم على نطاق واسع لاقناع قواعد التنظيمات السياسية المعارضة لمحمد بنعيسى من أجل اتخاذ موقف موحد يحفظ ماء وجه هذه الأحزاب التي كان لها الفضل في السنوات الأخيرة في تحريك البركة الآسنة للعمل السياسي والمدني بمدينة أصيلة.
فالمدينة عانت منذ عقود من تصحر سياسي ونقابي ومدني عقب انهزام مشروع اتحاد كتاب المغرب وجمعية الإمام الأصيلي عرابة العمل الثقافي الحداثي بالمدينة والذي بلغ صداه مختلف المدن المغربية وفي القلب منه انهزام مشروع الاتحاد الاشتراكي لاسباب ذاتية وموضوعية. وفي المقابل عرف سهم مشروع محمد بنعيسى ومنداه وحماه تناميا مطردا خلافا لما حدث لمختلف مشاريع جمعيات الجبال والسهول والهضاب التي هندسها ادريس البصري  وزير الداخلية على عهد الحسن الثاني.
ومع بزوغ الربيع العربي وبروز ظاهرة الزبير بنسعدون كمهندس للمعارضة داخل المجلس البلدي وفي المجتمع المدني اتجهت الامور نحو حلحلة مكانة مشروع بنعيسى لكن المكائد وتسخير القضاء ادى الى الزج بالزبير بنسعدون بالسجن وهو ما شكل أكبر نكسة للعمل السياسي والمدني بالمدينة باعتراف خصومه وحلفائه وحوارييه مما ولد موجة احباط سياسي دب بشكل مريع في اوصال الاحزاب السياسية بالمدينة. ولم تمر سنة على اعتقال الزبير بنسعدون حتى جاءت نكسة نتائج الاحصاء.
ورغم ذلك فالأمل هو المشروع الذي لايجب ان ينضب معينه في اوساط المناضلين في احزاب التقدم والحداثة والديمقراطية والرهان على النضال طويل المدى هو الخيار الذي من المستوجد ان يعض عليه كل من يعتبر نفسه ذا قضية عادلة بقوة مهما كانت الخسارات الظرفية فالزمن كفيل بضحد كل الصعاب فالزبير بنسعدون لابد ان يطلق سراحه آجلا او عاجلا والاقتراع باللائحة حلم بناة الديمقراطية وحماتها عبر ربوع الوطن وليس فقط مدينة أصيلة لكونه الوسيلة الممكنة لابعاد النعرات العرقية والقبلية ونفوذ الاعيان عن صناديق الاقتراع وفتحها اما المشاريع السياسية ذات الحمولة الايديولوجية الواضحة.
  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: أصيلة ..نكسة نتائج الاحصاء والمشروع الديمقراطي Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top